عندما يكون البحر والبر ممتدَين بلا فواصل، عندما تكون الأوطان متقاربه من الأزل، والأصل واحد، واللغة واحدة، وبالتبعية الدين واحد، فإن الثقافة والحضارة ممتزجه، بالإضافة إلى المصاهرة، فمن السهل قيام اتحاد بينهم بيسر، له قاعدة صلبة، خاصة إذا علمنا أن قادتنا الكرام تربطهم ببعض وشائج حميمية، وحرص على قيام اتحاد يصون أمن واستقرار الأوطان ورفاهية الشعب الواحد وتحقيق علاقات إقليمية وقارية وعالمية مع تلك الدول وقادتها وشعوبها، وإن هدفنا استثمار ثرواتنا وعقولنا فيما يعود بالنفع العميم علينا وعليهم، في جو من حسن النوايا وتبادل المصالح وتوثيق العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية فيما بيننا وبينهم، وفي جميع المجالات الإنسانية وغير ذلك، ليسود السلام والتسامح جميع سكان الكرة الأرضية.

عندما أعلنت بريطانيا من بعد حرب السويس عام 1953 وانسحابها من شرق السويس، كانت تعني إنهاء الحماية مع دول الخليج العربية، واعتمادهم على أنفسهم وشعوبهم في الحاضر والمستقبل، كان من الضروري بالنسبة لنا نحن دول الخليج العربي قيام اتحاد قوي، يُصاغ حسب مصلحتنا وتقدمنا ثقافةً وحضارةً، وبناء جيش قوي يتابع تطور السلاح عالمياً للدفاع عن أمننا واستقرارنا ومكاسبنا، بالاعتماد على أنفسنا أولاً وأخيراً.

الانطلاقة الأولى لبلورة هذا الأمل المنشود، في 25-5-1982، وجاءت من جميع قادة وملوك دول مجلس التعاون، ومباركة من شعب كل دولة بلا استثناء، مما يبرهن لنا نحن الشعوب، أننا جميعاً نتوق إلى ذلك اليوم المنتظر وهو إعلان الاتحاد الكامل في جميع المجالات وليولد قوياً ويظل قوياً متلاحماً، والكل يدافع عنه ويضاعف إنجازاته ليسعد الجميع في بحبوحة من العيش الكريم، بقيادة قادتنا حفظهم الله ورعاهم وسدد بالتوفيق أعمالهم منذ المؤسسين الأوائل إلى خلفائهم حاضراً الذين يستلهمون نهج من سبقهم، ويسيرون بخطى ثابتة ومدروسة، ويضيفون إليها من القوانين والتشريعات التي تزيدنا تلاحماً واستمساكاً باتحادنا المبارك، الذي أوجد لنا حضوراً لافتاً، ومساهمة فاعلة في نشر السلم والتعايش بين الشعوب.

هذا الخبر المهم، والذي يجب الإعلان عنه في وقت مبكر لا يقل عن 5 أيام، لتأخذ الصحافة دورها في الدعوة لإحياء هذه الذكرى الغالية، وليشمّر الصحفيون والأدباء والإعلام الرسمي والمخلصون من المواطنين في كل دول مجلس التعاون بالتعبير عن سرورنا بالمكاسب الجليلة التي جنيناها من هذا التكتل العربي عبر السنين، وما أضاف عليها اللاحقون وفي مقدمتهم قادتنا حفظهم الله ورعاهم ومن ساندهم من المواطنين -كل في مجاله- ومن المفروض أيضاً إعلان هذا اليوم يوم عطلة رسمية في كل دول مجلس التعاون وإقامة الاحتفالات لمدة ثلاثة أيام متتاليات في عاصمة كل دولة، كما يجب قيام فرقنا للفنون الشعبية بزيارات متبادلة للتعبير الصادق عن فرحة شعبنا الواحد بيومنا العزيز على قلوبنا. اللهم أدم علينا نعمة الأمن والاستقرار والتماسك بيننا، ودعم مجلس التعاون العربي ليبقى حياً ويتطور من أحسن إلى أحسن، والجميع كل عام بخير.