ماذا يريدون منّا؟ ... سؤال جوهري لا يُعرف له جواب واضح فالغرب دائماً ما يعتبروننا بحسب توصيفهم للحالة العربية دولاً رجعية، لا تُعير الحرية بالاً ولا تعرف التطور. وفي المقابل فإن توصيف الحالة الغربية بالنسبة للثقافة العربية هي حالة من الفوضى الممزوجة بالحرية والانفلات التي تضرب عرض الحائط بمنظومة القيم الإنسانية.

ولعل نقطة الخلاف الجوهرية بين النظرة العربية والغربية هو مفهوم الحرية الذي نختلف ونتفق حوله.

فالحرية التي يريد الغرب فرضها علينا بعيدة عن منظومة القيم المحيطة بنا هي حرية مفصلة بمقاساتهم لا تمت لواقعنا ولا ثقافتنا بصلة في كثير من الأحيان، والعجيب في الحرية الغربية أنها تجمع بين النقيضين في ذات الوقت فهو يطلب منا الامتثال للحرية الموجودة في أدبياته ويرفض حريتنا التي تنطلق في معظمها من مجموعة من القيم والمرتكزات التي ترسخت في مجتمعاتنا.

اليوم حين يعمل الغرب على فرض المثلية في مجتمعاتنا بالقوة هل هو يعطينا حرية الاختيار في ذلك رغم أن أبسط أسس الحرية والديمقراطية التي يستميت في الدفاع عنها أن تعطيني مساحة الاختيار لا أن تجربنا وتقول إن هذا من باب الحرية.

بكل وضوح تقولها دولنا ونقولها في مملكة البحرين نرفض المثلية التي يحاولون جاهدين فرضها علينا بشتى السبل.

لانريد ولا نقبل الترويج للمثلية عبر وسائل الإعلام ولا على أرضنا وإذا اختار الغرب المثلية لإيمانه بالسماح بها في دوله فهذا شأنه ولكن أن تفرضها علينا فهذا مرفوض بالإجماع.

ونقول لأولئك المتشدقين قد ترون المثلية حقاً يجب الدفاع عنه لأن أولئك الشواذ اختاروا أن يكونوا كذلك ويجب أن يسمح لهم بذلك كما ترون، فهل نقول إن من ينتهج الإرهاب والتشدد مسلكاً من حقه أن يمارس ما يؤمن به ويعتقده ولا يحق لأحد محاسبته على إرهابه ما لم يتسبب بضرر لأحد وهذا أمر مرفوض طبعاً عند أصحاب العقول السليمة.

الحرية لا تعني أبداً أن نضرب عرض الحائط بقيم وأخلاق متأصلة هي كل ما يميز الإنسان لصالح أمراض نفسية صنعها الانحلال والانفلات في تطبيق الحرية.

ونقول للغرب دعونا وشأننا واشتغلوا بالإنسان الذي حولتموه إلى مسخ وحاولوا إنقاذه قبل فوات الأوان. هذا موقف دولنا العربية جميعاً وهو موقف 69 دولة حول العالم ترفض مثل هذا الانحدار الأخلاقي.