للعام الثاني على التوالي تحتل البحرين المركز الأول عالمياً في مؤشر أساسيات للوافدين، وكذلك حصولها على المرتبة التاسعة عالمياً على قائمة أفضل الوجهات للوافدين، وهو إنجاز مُستحق لما تتمتع به من مميزات ثقافية واقتصادية وتاريخيها، جهلها تتفوق على دول كبرى.

وبعيداً عن حفلات الزار والتعليقات السخيفة والعنصرية، التي يقودها موتورين وأصحاب أجندات، ولا يرون في أي تقدّم وطني إنجازاً، ولا يعتبرون حصول البحرين على أية إشادة دولية أمراً مُستحَقاً، بعيداً عن كل ذلك فما حققته البحرين أمرٌ يجب أن نفخر به جميعاً.. لماذا؟

وقبل ذلك يجب توضيح أن من يشتركون في هذا التقييم من المقيمين هم من النخبة وأصحاب الشهادات العلمية والمراكز الوظيفية والخبرات المرموقة، وبالتالي فإن تقييمهم يمثّل رأي خبراء ومختصّين، وله وزنه وقيمته لدى المؤسسات العالمية المَعنية بوضع المعايير والتصنيفات الدولية.

أمّا لماذا يجب أن نفخر بأن تكون البحرين على قائمة أفضل الوجهات للوافدين، فسأستقيه من التقرير نفسه، والذي أشار إلى أن «المتطلّبات الإدارية لا تُشكّل عائقاً أمام المعيشة في المملكة، إذ إن تسعة من كل 10 (86%) قالوا إن افتتاح حساب مصرفي يُعدّ أمراً سهلاً، بالمُقارنة مع النسبة العالمية البالغة 62%، وأشاد 59% من الوافدين بسهولة التعامل مع الجهات الرسمية، بالمُقارنة مع 39% عالمياً».

ما تَقدّم يعني أن البحرين تتقدّم على كثير من دول العالم، بما فيها أوروبا وأمريكا في أنظمة وتشريعات ساهمت في تسهيل حياة المواطن والمقيم على حدّ سواء، إلى جانب تمتُّعها بنظام مصرفيّ مرن يتفوّق على مثيله في كثير من الدول.

أمّا بخصوص سهولة التعامل مع الجهات الرسمية؛ فهو أمرٌ إيجابي جداً، ويعكس المستوى الرفيع الذي وصلت إليه مُختلف الجهات الحكومية، والتي يديرها شباب بحريني صاحب علم وكفاءة وخبرة، وقبل كلّ ذلك رغبة في خدمة وطنه والرقي به إلى أفضل المراتب العالمية.

إضافة إلى كلّ ما سَبَق؛ فإن البيئة الاجتماعية في البحرين، والتي تعكس قيم وأخلاق المجتمع، تُعتبر إحدى أهم العوامل التي ساهمت في تحقيق هذا الإنجاز، وهي قِيَمٌ أصيلة مُستمَدّة من الدين الإسلامي والقِيَم العربية القائمة على قبول الآخر والتعايش والتسامح، وهي صفات كانت ولاتزال مُلازِمة لأبناء البحرين.

البحرين حقّقت الإنجاز، ولا عزاء للعنصريّين والمتصيّدين في الماء العكر، الذين يُنكرون كلّ إنجاز، بل ويروِّجون بأنه مدفوع الثَمَن، وهو كلام نعرف ويعرفون هم أيضاً أنّه محضُ افتراءٍ وكذب.

إضاءة

عندما خَرَج مئات آلاف الفرنسيين، قبل سنوات، للتعبير عن دعمهم ومحبّتهم لتونس بعد الانفجارات التي استهدفت جزيرة جربة، لَمْ يسألْهم أحد إن كانوا مدفوعين من الحكومة؟ أم أنّهم قبضوا نَظِير خروجهم في هذه التظاهرات؟!