يحل علينا وعلى العالم الإسلامي العام الهجري الجديد بكل مافيه من معانٍ نستذكر فيه مايحمله من عِبَر ليكون لنا تذكرة نافعة.

العام الهجري لايقتصر على كونه مجرد ذكرى عابرة تمر علينا كل عام نقف أمامها هنيئة مطأطئي الرأس، ثم ننصرف إلى صراعات ومشاغل الدنيا فالعام الهجري يحمل الكثير من العبر والعظات فالهجرة النبوية كانت مرحلة مفصلية في تاريخ الأمة وانتشار الدعوة الإسلامية وينبغي أن نستقي من الهجرة النبوية ماحملته من معانٍ كبيرة وعميقة.

فالهجرة كانت بداية رحلة طويلة لتكوين الإنسان والمجتمع ولم تكن مرحلة لبناء بنيان وعمران فقط.

وينبغي أن يحمل العام الهجري الجديد لنا من المعاني مايكون لنا نبراساً نهتدي به في ظلمات طريق طويلة شائكة. لنغير أحولنا إلى حال أفضل وأن نقف جميعاً وقفة لمراجعة النفس ومحاسبتها والبحث عن مكامن الخلل والتقصير واستشعار كيف يكون العام الهجري الجديد بداية صفحة جديدة في حياتنا رغم أن رحلة الهجرة بالنفس إلى الكمال لن تكون رحلة سهلة بل ستكون شاقة مليئة بالصعوبات والتحديات.

لنجعل بهذه المعاني من العام الهجري الجديد بداية صفحة جديدة في حياتنا نحط فيها من الأوزار التي أثقلتنا ونلجأ فيها إلى الله بقلب سليم بعيداً عن الغل والحسد والخلافات، بقلب يركن إلى الله بكليته ولايلتفت لأحد من خلقه.

ولنستذكر تقصيرنا في ما مضى من الأيام ونجدد العزم والعهد على أن يكون عامنا القادم أفضل مما مضى.

وندعو الله أن يصلح أحوالنا وأحوال الأمة الإسلامية وأن يرزقنا خير السنة المقبلة ويصرف عنا شرها ويصرف عنا مكر الماكرين والحاقدين إنه على مايشاء قدير.

وكل عام وأنتم بخير.