تحت ستار حرية التعبير والتجمع المزعومة ودون الاهتمام بمشاعر أكثر من ملياري مسلم يواصل المجرمون السفهاء حرق المصحف الشريف فيما يلتزم العالم الآخر الصمت من هذه التصرفات الفجة البغيضة الاستفزازية.

ورغم دعوات التعايش ومحاربة التطرف والإرهاب في العالم لماذا هذه التصرفات المسيئة مستمرة ولماذا تتكرر والسؤال بشكل صريح لماذا كل هذه الكراهية للإسلام.

هذه التصرفات ليست حدثاً جديداً بل هي ممارسة مستمرة تعود لسنوات طويلة وتتكرر في أشكال مختلفة فتارة بنشر صور مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم وتارة بحرق المصحف ولا تحرك أنظمة هذه الدول ساكناً لهذه الممارسات التي هي مخالفة صريحة للقوانين والأعراف. ورغم استدعاء دولنا السفراء وإبلاغهم باحتجاجهم الرسمي يستمرون في هذه الممارسات ألا يدرك أولئك أنهم بالسماح بهذه الممارسات يفتحون الباب أمام هدم قيم التسامح والتعايش، فلماذا نتسامح مع الآخر إذا لم يكن يقبل بأخوة من الإنسانية ويحترم معتقده وتعاليمه الدينية، ولماذا سنتعايش إذا كان ضريبة التعايش السلمي أن يساء لديننا ومقدساتنا! هل يفترض أن نصمت عن الإساءة إلى ديننا لأننا نتعايش.

كلنا عتب على قادة الديانات في العالم الذين يلتزمون الصمت تجاه المساس بالمقدسات، وكان حرياً بهم أن يكفوا هؤلاء عن هذه الممارسات البغيضة لا من باب إيمانهم بهذا الكتاب المقدس ولكن من باب احترام المعتقدات الدينية والحفاظ على التعايش السلمي الإنساني.

فلو أن أحد المسلمين أقدم على حرق الإنجيل لأعلنت الحرب على الإسلام والمسلمين وفي المقابل يلتزم العالم المتحضر الصمت ولا ينبس ببنت شفاه تجاه هذه التصرفات المسيئة.

الخلاصة أننا لا نريد أن نرى في الميادين الكتب السماوية تحرق على أيدي المتطرفين فهذا يحرق القرآن وآخر يحرق الإنجيل وثالث يحرق التوراة وعلى القيادات الدينية في العالم تحمل المسؤولية وأن يكون لها موقف واضح وصريح يدين ويرفض هذه التصرفات حتى لا تكون فوضى الكل فيها خاسر.