دولة الإمارات العربية المتحدة تحقق طموحات العرب في الفضاء وتسابق الدول العظمى في ذلك؛ لأنها دولة عظيمة استطاعت في وقت قصير أن تتنافس في مجال الفضاء بعد أن كان الفضاء -أستطيع أن أقول- حكراً على بعض الدول، فالإمارات عودتنا أن تكون الأولى في مختلف المجالات، ولا ترضى إلا أن تكون في الصدارة، ساهم ذلك في الترويج عن سمعتها الدولية، واستطاعت بفضل السواعد الوطنية الإماراتية أن تحقق المستحيل، ليس لأنها تمتلك الموارد المالية والعقول النيرة فحسب، وإنما الطموح والتخطيط المستقبلي جامحان لديها تسخر كل ما تستطيع به من أجل النهوض بالبلد وتعزز مكانته بين دول العالم أعواماً مديدة قادمة مداه فضاء لا ينتهي، ولن ترضى دولة الإمارات في السنوات القادمة إلا بأن تحقق طموحاً عظيماً في إنشاء منصة عالمية لإطلاق الصواريخ كميناء فضائي على أراضي الإمارات أسوة ببعض الدول.

الآمال العربية تجددت في غزو الفضاء مع عودة ونجاح مهمة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، وإنجاز مشرف على المستويين العربي والعالمي، حيث استطاع سلطان النيادي تحقيق أطول مهمة لرائد فضاء عربي في الفضاء لمدة ستة أشهر في محطة الفضاء الدولية بالإضافة إلى كونه أول رائد فضاء عربي يغادر محطة الفضاء الدولية لنحو ست ساعات وثلاثين دقيقة لتصبح الإمارات في المرتبة الحادية عشرة بين الدول التي شاركت في المهمات الطويلة في الفضاء، فدولة الإمارات العربية في سباق مع الزمن في الرحلات الفضائية التي أصبحت من الإنجازات الإماراتية المشرفة في الفضاء بدءاً من تأسيس وكالة الإمارات للفضاء التي تعد أول وكالة فضاء عربية مروراً بمسبار الأمل ونجاح وصول الرحلة الاستكشافية الفضائية إلى المريخ وتتالت الإنجازات التاريخية، منها إرسال أول رائد فضاء إماراتي «هزاع المنصوري» إلى محطة الفضاء الدولية، ومن ثم رائد الفضاء سلطان النيادي، فالاهتمام والاستثمار في الفضاء لا شك بأنهما يحققان مكاسب كثيرة، وعلينا كدول عربية الاهتمام بتطوير برامج الفضاء الخارجي الذي يسهم بلا شك في تنويع مصادر الدخل وتحقيق التنمية المستدامة، وعلى موعد مع فضاء الإمارات في إنجاز عالمي جديد إن شاء الله وإلى الأمام دائماً.