قمه العشرين التي احتضنتها الهند يومي 9 و10 من سبتمبر الحالي تَخَلّف عن حضورها رئيسان لدولتين عظميتين هما الصين وروسيا، فهل هو تحالف لإظهار الصداقة والشراكة بين الدولتين، أم اعتراض على مجريات أحداث سياسية؟ فالصين معترضة على الهند التي تجري مناورات عسكرية على أراضٍ متاخمة للصين، وتقول الصين إن هذه الأراضي تابعة لها. أما غياب الرئيس فلاديمير بوتين الذي كان من المقرر أن يلقي خطابه في هذه القمة عبر الفيديو، فقد ألغى هذا الخطاب نهائياً لاعتراضه على وجود دول تساند أوكرانيا في حربها مع روسيا، ولكن مجمل الحديث يتطرق للهند التي كانت في الثلاثينيات والأربعينيات دولة محتلة من بريطانيا العظمى، وكانت بريطانيا تتخذ من الهند مركزاً إقليمياً رئيسياً لإدارة شؤؤن الدول العربية التي تحتلها بريطانيا. ولكن دوام الحال من المحال، فالآن تنافس الهند ثاني قوة عسكرية واقتصادية في العالم، وهي الصين، تنافسها في عدد السكان والصادرات.. والهند التي تعتبر تحت خط الفقر بنت نفوذها دون جعجعة أو إعلان في مختلف وسائل الإعلام عن قوتها الاقتصادية أو العسكرية، فالجاليات الهندية المنتشرة في العالم تقوم بتحويل عملات إلى الهند والتي تستفيد منها الدولة في بناء نفسها. والهند لديها مشروع اقتصادي كبير ينافس مشروع طريق الحرير الصيني ومشروع الحزام العملاق، هذا المشروع مشروع إقامة خط سكة حديدي يربط الهند بالرياض ومدن العالم العربي ومدن أوروبية، والعلاقات الهندية العربية علاقات قوية ومنذ زمن طويل، فكانت سفن التجارة تبحر من دول الخليج إلى الهند وتعود محملة بأنواع البضائع الهندية من الملابس المطرزة والبهارات والبخور والأغطية وإلى غير ذلك، فكانت الهند المركز الرئيسي لتجار العرب والخليج كما أنها تعتبر ثالث دولة استهلاكاً للنفط الذي تستورده من المملكة العربية السعودية. والهند أسرع نمواً من الصين والولايات المتحدة الأمريكية كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تساند الهند لكي تنافس الصين.

فهل أدركت الصين أن الهند أصبحت قوة اقتصادية منافسة لها؟ المهم أن هذه القمة ورغم تغيب الصين وروسيا إلا أنها من أهم القمم لكونها حظيت بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء والذي كان زعماء القمة يتشوقون وينتظرون لقاء سموه.

* كاتب ومحلل سياسي