تغمد الله شهداء البحرين بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جناته وألهم ذويهم الصبر والسلوان فهؤلاء الأبطال سوف يذكرهم التاريخ وستخلد أسماؤهم وسيتداولها الأجيال جيلاً بعد جيل، نعم لقد رحلوا لكن ذكراهم باقية، لأنهم حماة الوطن وجنوده، ضحوا بأرواحهم وبدمائهم الزكية فداءً للوطن. لقد اطلعت على مقال الكاتبة الكبيرة والأستاذة سوسن الشاعر في صحيفة «الشرق الأوسط» وتناولت في مقالها الفاجعة المؤلمة لنا جميعاً بفقدان ٤ فرسان من قوة دفاع مملكة البحرين وتقول الأستاذة سوسن إنه قد يكون هناك اختلافات دبت بين فصائل ميليشيا الحوثي الإرهابية التي قصفت مقر جنود البحرين الأشاوس رغم أن مندوب الوفد المفاوض من جهة الحوثيين المتواجدين في الرياض قد أنكر علمه بما حصل وليس للحوثيين دخل بالموضوع، مما جعل الأستاذة الكبيرة تؤكد أنه قد يكون هناك فرقة غير راضية عن سير المحادثات الجارية بين الحوثيين والسلطة الشرعية.

ولكني أختلف مع رأي أستاذتنا الكبيرة في أن الحادثة من تدبير الحوثيين فجماعة الحوثي أفراد لايستطيعون حتى فك الخط فقط أفراد يحملون الكلاشينكوف وحزام الرصاص في الليل يمضغون القات المخدر، وفي النهار في كل وادٍ يهيمون. إن إطلاق الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة يحتاج إلى إحداثيات وبرمجة وتوجيه وهذا لايستطيع هؤلاء المتمردين معرفتها. وإذا افترضنا أن مَن أطلق المسيرة هم الحوثيون، فمَن الجهة المسؤؤلة عن تزويد هؤلاء الإرهابيين بالمسيرات والصواريخ، وكيف وصلت لهم إحداثيات موقع شهداء البحرين؟

إنّ إيران لاتزال تعبث في المنطقة وتمد أذرعتها وميليشياتها بالسلاح وعلى العالم أن يدرك أن لا سلام ولا اطمئنان مع وجود إيران.

* كاتب ومحلل سياسي