بعد أيام قلائل تمر علينا مناسبة غالية علينا جميعاً وهي مناسبة العيد الوطني المجيد الخمسون لمملكتنا الغالية وذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه لمقاليد الحكم ونحن في أمن وأمان، حيث منذ القدم عُرفت مملكة البحرين بأنها بلد الأمن والأمان الذي من دونه لا تستقر الأوطان ولا تطيب معيشة الإنسان ولذا كانت البحرين مقصداً لكثير من الأجناس البشرية الوافدة فإذا شاع الأمن تعددت أنشطة البشر وزاد عليهم رزق من ربهم ويفتح عليهم أبوابه يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة قريش: «لإيلاف قُرَيْشٍ «1» إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ «2» فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ «3» الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ «4»». ونحن في مملكة البحرين ولله الحمد نعيش حياة آمنة مستقرة بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بجهود قيادتنا الحكيمة وشعب البحرين الذي طبع على الأمن في هذه البلاد المباركة حيث يمكن للإنسان أن يخرج من بيته وهو مطمئن على نفسه وأهله، إن نعمة الأمن غالية جداً ولا يعرف قدرها إلا من افتقدها، إنه لشعور جميل أن تستطيع التحرك بحرية وأمان في أي وقت دون خوف.

إن نعمة الأمن والأمان التي نتمتع بها ما هي إلا ثمار رؤية قيادة حكيمة وضعت كرامة الإنسان وسعادته وأمنه على رأس أولوياتها، وأخلاقيات شعبها الذي عُرف بالطيب وحسن المعاملة، الشيء الذي جعل الوافدين إليها لا يجدون صعوبة في التكيف مع شعبها المسالم.

إن الأجهزة الأمنية في الدولة تلعب دوراً جوهرياً في تنفيذ القوانين في مجال الأمن والسلامة لكافة شرائح المجتمع بما يحقق الاستقرار والحياة الآمنة في ظل ربوع الوطن كي يحيا الجميع في أرض السلام يسود بينهم التسامح والاحترام المتبادل ولأهمية الأمن في حياة الإنسان قرنه الله عز وجل بالعبادة.

وهنا تظهر أهمية حاجة الأمن للمواطن والمقيم حيث لا يهنأ الجميع في حياتهم ولا تشعرون بالاستقرار النفسي إلا مع توافر هذه الحاجة النفسية، والحديث عن حب الأوطان هو ذو شجون فالوطن ليس هو قصيدة عصماء أو لوحة فنية، إنما هو كتلة من الأحاسيس والمشاعر الجياشة قد لا نستطيع أن نعبر عنها بالحروف ذلك أن الوطن حكاية لا تنتهي فصولها وماضٍ فيه التضحيات وتعقد عليه الآمال وعز شامخ وذكريات جميلة وتاريخ من الحضارات التي تعاقبت على أرض الوطن ودمت يا وطني كأجمل الأوطان وحفظ الله مملكة البحرين ملكاً وحكومة وشعباً على مر الزمان.