لطالما استخدمت إيران أذرعها وميليشياتها في المنطقة العربية من أجل تنفيذ مخططاتها المتطرفة لاسيما «حزب الله» في لبنان، والمصنّف على قوائم الإرهاب بحرينياً، بالإضافة إلى ميليشيات إيرانية متفرقة في دول عربية أخرى، ومؤخراً ميليشيات المتمردين الحوثيين في اليمن، حيث تتباهى طهران بين فترة وأخرى بسيطرتها على أربعِ عواصم عربية، غير أن الجديد في الأمر هو استخدام إيران لتلك الميليشيات من أجل تهديد الملاحة البحرية والتعرض لإمدادات النفط والطاقة العالمية سواء عبر السفن التي تمر من مضيق هرمز أو من خلال مضيق باب المندب.

وقبل سنوات لوحت إيران بإغلاق مضيق هرمز قبل أن تستهدف ناقلات النفط بالمتفجرات في مياه الخليج العربي، حيث كان التهديد مباشرة لإمدادات الطاقة العالمية في تلك المنطقة الحيوية، بيد أن ذلك التهديد وما قامت به طهران في ذلك الوقت كان مخططاً من أجل استخدام ذلك كورقة ضغط في مفاوضاتها النووية في محاولة منها لفرض شروطها على القوى العظمى، خاصة ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم وغير ذلك من تفاصيل تتضمن الاتفاق النووي الذي تم توقيعه والذي انسحبت منه واشنطن في وقت لاحق في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

بيد أن الجديد في الأمر هو السعي الحثيث من إيران على مدار السنوات السابقة لاستخدام ورقة المتمردين الحوثيين في اليمن كورقة ضغط خاصة، وأن الأولى هي الداعم الأول والأكبر للأخيرة بالمال والسلاح والعتاد والتدريب، لكن تطورات المرحلة الحالية وصلت إلى تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر عبر السيطرة الكاملة على مضيق باب المندب من خلال ميليشيات الحوثي وما تقوم به من أعمال إرهابية واستهداف للسفن بطائرات دون طيار وصواريخ كروز في محاولة منها للقفز على أحداث غزة والزعم بأن الغرضَ من ذلك الاستهداف دعمُ القضية الفلسطينية وتهديد السفن المتجهة إلى إسرائيل، في محاولة يائسة لتصحيح الصورة المنسوبة إليها والتي تتجلى في أنها جماعة إرهابية ترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن بل وقامت باستهداف المدنيين في كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، منذ انقلابها الدموي على الحكومة الشرعية، وهي الآن تعتبر ذراع إيران في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

لا شك في أنه قد حان الوقت كي تتحرك الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التعامل مع المتمردين الحوثيين على أنهم جماعة إرهابية يمتد خطرها من اليمن إلى منطقة الشرق الأوسط وربما للعالم أجمع خاصة وأن واشنطن قد تجاهلت تحذيرات الحكومة الشرعية في اليمن، وتحالف دعم الشرعية، ولم تصنف الجماعة المتمردة على قوائم الإرهاب، لكن في الوقت ذاته، ربما تدرك أمريكا أنه أَن تأتي متأخراً خير من ألّا تأتي أبداً!!