على افتراض أن الأمومة وظيفة – مجازاً – فإنها بالتأكيد من أصعب الوظائف التي تفوق في ساعات العمل الطويلة الممتدة إلى ما لا نهاية، لا راحة، لا إجازة لا وقت مستقطع تتراكم في هذه الوظيفة كافة المهن من تربية وتعليم وتمريض وطبخ وإرشاد وحراسة ومرافق والكثير الكثير، حيث تكرس الأم جل وقتها وطاقتها من أجل طفلها منذ يومه الأول إلى آخر العمر، هذا على افتراض أن مهام هذه الوظيفة للطفل الصحيح، وعلينا أن نتصور بأن الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة على جهد أكبر، خاصة أطفال التوحد، فهن يتحلين بصبر وتحمل وإرادة وقوى خارقة من أجل هؤلاء الأطفال الذين يعتمدون على أمهاتهم في كل صغيرة وكبيرة وكلما كبر الصغير احتاج إلى أمه أكثر، وزاد تمسكه بها لأنه لا يثق إلا بها فهي مربيته وممرضته وصديقته هي كيانه ودنيته هي النظر والسمع فحواسها دائماً حاضرة من اجله.

هؤلاء الأمهات استثنائيات خارقات ملهمات تتبعثر أمام تضحياتهن الكلمات وينحني الصبر لصبرهن فالحديد لا وزن له من قوة تحملهن فهي المعطاءة التي تنسى نفسها من أجل طفلها وكأنها ولدت وتزوجت من أجل أن ترعاه وتخدمه بحب وحنان ورضا.

«أم خالد» أم صغيرة لكنها كبيرة بعطائها لابنها خالد المصاب بالتوحد فهي إيجابية وطموحة ملهمة لا تفقد الأمل لأنها الأمل بإجابيتها وتمسكها ببصيص أمل بأن يحيا خالد حياة طيبة وأن يكون بحال أفضل، فهي دائماً ما تناديه بالبطل خالد ربما لا تدرك بأنها هي البطلة وهي المجاهدة وهي المحاربة من أجل راحته وسعادته، أليست أم خالد وأمثالها أمهات خارقات؟؟ فإذا كانت الجنة تحت أقدام الأمهات فماذا عن اقدامهن؟؟ «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب».

كلمة من القلب

رحم الله الأمهات الصابرات اللاتي يعتنين بأطفالهن من ذوي الاحتياجات الخاصة وأن يمدهن بالصحة والقوة والصبر وأن يعوضهن الخير في الدنيا والأخرة، هي دعوة من القلب للأمهات الصبورات اللاتي تحملن نوعاً من الابتلاء الرباني في الاعتناء بأطفالهن ويسخرن جل طاقتهن لإسعاد فلذات أكبادهن بشتى الوسائل الممكنة.