ستة وخمسون عاماً سطرت من خلالها قوة دفاع البحرين مراحل متنوعة من التضحيات والجهود التي كان دافعها الأول ومحركها الرئيس هو الوطن والولاء لجلالة الملك المعظم، مؤسسة وطنية نشأت على فكر قائد ملهم وضع اللبنات الأولى لقوة همها ردع أي اعتداء على هذا الوطن الغالي، وحماية حدوده ومنجزاته، قوة تساهم في بناء الوطن كما تساهم في الذود عنه، قوة تصدر الكفاءات الوطنية إلى كافة مؤسسات الدولة ومرافقها، قوة تتعاضد مع الأشقاء لحماية الدين والعقيدة والمصير المشترك، قوة تقف مع الشرعية والنظم والقواعد والقوانين وتحمي الجميع، قوة انعكس نجاحها عبر تأسيس عدد من الوحدات والأجهزة التي تعتبر امتداداً لمسيرة النجاح العسكري.

قصة بدأت مع فكر جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، ورافق جلالته في هذه المسيرة صاحب المعالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين، لتبدأ هذه المسيرة التاريخية بتأسيس قوة متطورة ومنفتحة على أحدث الأسس والأساليب العسكرية، واستقطبت أبناء الوطن ليكونوا حماة له ولأراضيه، وتنشأ من أجل ذلك الوحدات المتخصصة وفق الاستراتيجيات العسكرية المتطورة من مشاة ومدفعية وصيانة وهندسة وسلاح للجو وبحرية تعكس عراقة البحرين في الأساطيل البحرية والتي كان لها السبق في حماية المياه الإقليمية ومساعدة الأشقاء في القضاء على القرصنة البحرية في مختلف الأقاليم، حيث إن البحرين عُرفت منذ قديم الزمن بقوتها البحرية وبسالة منتسبي هذه القوة في الذود عن الحق والعدالة، كما أنشأت وحدة سلاح الجو لتنتج لنا كوادر وطنية متخصصة في الهندسة والملاحة الجوية، وقس على هذا النجاح سلسلة من النجاحات المتلاحقة في مختلف التخصصات. اليوم باتت قوة دفاع البحرين والقوات المسلحة مصدر فخر واعتزاز لكافة المواطنين، وباتت أدوراها واضحة وجليّة على الصعيد الداخلي من خلال كوادرها المميزة والمتأسسة علمياً وأكاديمياً وعسكرياً ووحداتها وآلياتها وأجهزتها المتطورة المواكبة لكل ما هو جديد في هذا السلك الحيوي، بالإضافة إلى دورها الحيوي على الصعيد الإقليمي والدولي من خلال نشر الأمن والسلام، والذود عن الشرعية وصون الحقوق.

كل عام وقواتنا المسلحة في تطور وبناء ونماء ورفعة، وكل عام ومنتسبو هذا الصرح الوطني في تميز وتألق ونجاح، وكل عام ونحن نزداد فخراً بهذه المؤسسة العسكرية التي تمثل الوطن ومواطنيه الكرام.