أزور والدتي أطال الله في عمرها كل يوم جمعة في بيتها الواقع على طريق اللؤلؤ في مدينة المحرق التاريخية. وأستغل وجودي في المنطقة الأثرية الرائعة لأخذ جولة في الأزقة القديمة والاطلاع على البيوت الأثرية هناك، وأرى بأم عيني الأعداد الكبيرة من السياح الذين يأتون لزيارة هذا المعلم التاريخي المدرج ضمن قائمة اليونسكو، ولكن هؤلاء السياح غير راضين!!

فمعظم البيوت الأثرية «مغلقة» يومي الجمعة والسبت!! ودوامها كما توضح اللافتات المثبتة عليها من الأحد إلى الخميس من الساعة الثامنة إلى الواحدة ظهراً ومن الساعة الرابعة إلى السابعة مساء!!

في أحد المرات وأنا بالقرب من أحد البيوت الأثرية هناك استوقفتني عائلة خليجية لتسألني عن سبب إغلاق البيوت الأثرية؟؟ وأخبروني بأنهم ضاقوا الأمرين حتى حصلوا على موقف لركن سياراتهم، وأن موقف السيارات المخصص كان مغلقاً هو الآخر.

وللأمانة هي ليست العائلة الوحيدة التي أراها تأتي إلى هذا المكان بكل حماس وتخرج منه وهي محبطة لأن البيوت والمراكز مغلقة!!

قبل أن أكتب هذا المقال حاولت أن أتحدث مع أحد المسؤولين في الجهة المختصة لألفت نظرهم إلى هذا الموضوع من باب إيجاد حل جاد لهذا الموضوع، ولكني صدمت من الرد!! حيث كان الرد «هذه البيوت لا تتبع لنا»!!! وسأكتفي بهذا الرد.

رأيي المتواضع:

في الأعياد الوطنية تم استثمار طريق اللؤلؤ أروع استثمار، حيث تم أحياء ليالي المحرق بطريقة مُشرفة جذبت العديد من السواح سواء من داخل البحرين أو من خارج البحرين، وكان هناك توليفة جميلة بين جميع مكونات هذا الطريق الوطني الذي يمثل جزءاً أصيلاً من هويتنا الوطني.

فلماذا نرتضي أن تكون إنجازاتنا «موسمية»!! وشراكتنا «موسمية»!!

في زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء الموقر لذات المنطقة من أجل مشروع «إحياء المحرق» الذي أمر به صاحب الجلالة الملك المعظم حمد بن عيسى حفظه الله، أوصى سمو ولي العهد بتطوير المنطقة. وشاهدنا كيف تسابقت الوزارات والهيئات المعنية بتنفيذ هذا الأمر الملكي السامي، فهل يعقل أن تغلق أبواب البيوت التراثية أمام السياح أيام نهاية الأسبوع!!! وهل يعقل أن يصل السياح إلى هذه المنطقة التراثية التي نعمل سوياً على «إحيائها» ليتأمل المكان من الخارج وهو خالٍ حتى من أبسط مقومات الجذب السياحي!!

في رأيي المتواضع أن «السائح» لا يهمه أن يعرف لمن تعود تبعية هذا الإرث الوطني!!!! هو يريد أن يمر بتجربة فريدة وحسب.

ونحن أيضاً نريد من هذا السائح أن يحمل في ذاكرته ذكرى طيبة عن بحريينا الغالية، ونريده أن ينقل صورة جميلة لأهله وأصحابه، ليكرروا الزيارة، ولينقلوا محتوىً إعلامياً إيجابياً عبر مختلف التطبيقات والمنصات الاجتماعية عن كل شبر في مملكة البحرين.

في رأيي المتواضع عندما تكون غايتنا الأسمى «البحرين» تنتفي التبعية والملكية، وتكون سمعة البحرين قبل كل شيء.. ولن أزيد.