رسائل ومعلومات متضاربة ومتناقضة تحملها المناهج الدراسية الحكومية للطلبة الصغار. يفاجئك ذلك عندما تساعد طفلك في مرحلته الابتدائية على المذاكرة. في منهج التربية الإسلامية للصف الخامس الابتدائي يفهم التلميذ الصغير أن المسلم إنسان مختلف يتميز عن غيره من «المشركين» و«الكفار» واليهود والنصارى.. إلخ، ويتعلم أن غير المسلمين تتم مقاتلتهم وإن الله لا يحبهم، ويدرس الأطفال عدد قتلى المشركين في المعارك، ويصور منهج التربية الإسلامية غير المسلمين في أذهان الأطفال كالحيوانات المنبوذة والملعونة. راجع كتاب التربية للصف الخامس الابتدائي كنموذج.

هل هذه تربية إسلامية أم تربية على الكراهية؟ ما الهدف من تعليم طفل صغير أن البشر مقسمون بين مسلم طيب وغير مسلم شرير خائن مكروه واجب قتاله؟ كيف يشبه كتاب التربية الإسلامية اليهود بـ«الحمير» وغيرها من تشبيهات فيها احتقار وانتقاص بينما يعيش بيننا مواطنون من الديانة اليهودية لهم إسهامات في البلد بعملهم وتجارتهم ومنهم من تولى مناصب كسفير وعضو شورى؟

ما هي رؤية وزارة التربية والتعليم بمناهج كهذه؟ ما المخرجات التي تتوقعها؟ نترك الأسئلة للوزارة ونذكرها بأن مثل هذه الرسائل المباشرة أو المبطنة التي يتلقاها الأطفال خطرة على بلد مثل البحرين يحتضن خليطاً منوعاً من الأعراق والديانات والثقافات وله طبيعته الاجتماعية والسياسية.

في منهج آخر يدرس الأطفال أهمية التعايش مع الآخرين بتباين ثقافاتهم ومعتقداتهم! ضع نفسك مكان الطفل وأنت تتلقى ما يدعو لكراهية الآخر في حصة، ثم تطالب باحترام الآخر في الحصة التالية، وتقرأ ما يناقض كتاب العلوم في كتاب التربية الإسلامية. مثلاً التفسير الديني للظواهر الطبيعية يختلف عن التفسير العلمي، فالأول يأخذ بعداً أسطورياً والآخر يتبنى النهج العلمي. شتات كبير يتعرض له التلميذ، وفي أحسن الأحوال يطرح أسئلة محاولاً فهم ما تتدفق عليه من معلومات يدمر بعضها بعضاً ولا يجد في الإجابات غير المزيد من الحيرة.

من المهم جداً أن تشكل وزارة التربية مجموعة متخصصة تضع المناهج الدراسية أمامها وتعمل على التوفيق بين المعلومات في مختلف المناهج وإزالة الرسائل المزدوجة والخطرة التي يتم تلقينها للأطفال. البحرين لا تحتمل تخريج أجيال مشوهة فكرياً تنظر للآخر المختلف عقائدياً بريبة أو تأخذ فقط بالتفسيرات الأسطورية لظواهر الحياة على حساب ما هو مثبت علمياً منذ عقود، فلننتبه.