صدمت بحجم الكراهية التي يحملها للبحرين صحافي “بحريني” عملت معه قبل سنوات وأنا أتابعه يرعد ويزبد على قناة العالم الإيرانية، محاولاً مسح كل ما نعرفه عن البحرين وتصويرها أرضاً خراباً تستقبل أي إنسان يطأها بالرصاص، تمتص دماء الأطفال ويسيطر عليها الفقر والمجاعة والأمراض والقتل وتجري فيها أنهار الدماء. لم اكتشف أثناء عملي مع ضيف قناة العالم هذا ما يكنه في نفسه آنذاك، فوجئت به يتفنن في إلغاء الأغلبية البحرينية التي تستنكر الانقلاب الطائفي وداعميه، يتقوّل عنهم ويتحدث باسمهم وباسم الشعب الذي يلفظ ويرفض دمى إيران المشبعة بالكراهية والخيانة. يتشدق ضيف القناة الإيرانية بالمطالب “الديمقراطية” ويشكو منعه من حرية التعبير في البحرين وفي الوقت نفسه يطالب بإيقاف كتّاب جريدة الوطن لأنهم يسمون خائن البحرين خائناً والمتآمر متآمراً ويسمون الأشياء بأسمائها فعرفنا بذلك أية ديمقراطية وحرية تعبير انتقائية يفهمها أمثاله. بدا في لقائه بالقناة خادماً مطيعاً لأجندة طهران التي لا تزال تجوّع شعبها في الداخل وتصرف الملايين لشراء الذمم ونشر التلافيق وقصص الخيال في إعلامها الموجه ضد البحرين والسعودية والخليج وتمول الإرهاب وتغسل أدمغة الأطفال في بلداننا ليكونوا حطباً لجحيمها. نفهم أطماع إيران وخططها وعقدها القديمة مع العرب وعلينا التعامل مع واقع هذه الدولة التوسعي الذي يستغل الدين والمذهب لتحقق طموحاته التوسعية عبر الأتباع، نفهم العدائية تلك من بلد يتظاهر بمعاداة إسرائيل والغرب بينما يوجه سهامه إلى العرب وحدهم، لكن ما يصعب على النفس السوية استيعابه هو خيانة بعض من اعتبرناهم زملاء وأخوة وأصدقاء لنا انقلبوا علينا فجأة وتغيرت ألسنتهم واستبدلوا منطقهم بمنطق إيراني عدائي. قد تتغير الأحوال على الأرض ويتبدل الواقع بواقع آخر إنما سيصعب نسيان ما فعله ويفعله هؤلاء بالبحرين وبأبناء البحرين خدمةً لهلوسات إيران من جهة ومشاريع الشرق الأوسط المتناحر المفتت الذي تخطط له وترعاه واشنطن من جهة أخرى. أسقطت أحداث العام الماضي أقنعة خلايا الكراهية التي صحت من بيننا بعد انتظارها ساعة الصفر فاندمجت في موجة الكذب ولعبة الخراب والتفريق واستعداء الآخر والتحريض عليه، ووضعت أياديها في أيادٍ أجنبة تتدخل في شؤوننا وتسعى لدمارنا، خلايا محلية بلغ بها الاستهتار لحد طلب التدخل العسكري لتمزيق البحرين، قلنا حينها ونعيدها، بعد هذه “الحفلة” التي تدعون لها الآخر البعيد صاحب المصالح والمطامع وبعد الردح والتقلب والتمثيل والرقص على الجراح ستجبرون غصباً على التعامل مع شركائكم في الوطن، فهم الجيران والزملاء وهم من ستلتقونهم في حياتكم اليومية ، ولن ترحمكم ذاكرة هؤلاء إذ يصعب نسيان ما سببتموه لهم من آلام، وبعد خيانة الروابط الاجتماعية وقطع الصلات بدم بارد لن يصلح المكسور شيئاً.. قلنا لهم ذلك لكن كنّا نؤذن في خرابة .. تجاهلونا وارتموا في أحضان قنوات إيران ومطاردة الإعلام الغربي الذي كلما أيدهم زادوا استخفافاً بالوطن وأبنائه. فــــرص التراجــــع والاعتـــــــذار توالـــــت ولم يأخذ بها المؤزمون فالأطماع أعمت عيونهم وأظهرت ما تكنه نفوسهم وتمادوا وأضاعوا خط العودة بعد أن أصبحوا مرفوضين يثيرون الاشمئــــــزاز وليتهـــم بدل التفكير في وسائل جديدة لخيانـــــة وطنهم يبدعون قليلاً في ابتكار ما يعيدهم إلى حضنه فلربما اكتسبوا شيئاً من الثقة المفقودة وشيئاً من التعايش والمودة التي كنا نحياها قبل محاولة الانقلاب.