فاتحة الكلام وقبل أي شيء، وجب أن أكرر على مسامعك يا عزيزي الكريم ما قلته من قبل أكثر من مرة، لا يمكن للإرهاب أن يعيش ويعشش ويتنفس على هذه الأرض ما دام الشيخ راشد بن عبدالله، وزير الداخلية، موجوداً، حقيقة يجب أن نعترف بها حتى لا تغيب عنا فى معمعة الصراع بين دعاة الفتنة الطائفية ودعاة التسامح، وأتمنى ألف مرة أن يتمعن فى قراءة هذه الحقيقة كل إرهابي أو مخرب أو عميل قبل أن تسول له نفسه بتنفيذ أي عمل من شأنه التسبب بالضرر للوطن أو أحد من قاطنيه، فحذار يا ولد، لن ينفعك رؤوس الفتنة وشق الصف ودعاة التحريض والتأجيج والكراهية والعداوة، وهيهات أن تهنأ أو تنجو بفعلك ما دام «صقور راشد بن عبدالله» موجودين، ومهما تخفيت وتحرزت، يومين ويجبونك..
هذا ما لزم، وكان، نعيد تكراره، على أمل أن يستفيد ويتعلم «اللي ما يتسمون» من كثرة التكرار..
والآن ندخل في صلب المقال..
قال لي: هل قرأت تصريح المشخصاتية السورية رغدة والذي نفت فيه، أن يكون طيران النظام السوري هو الذي يقصف حلب، واصفة سكان حلب الذين يتعرضون للقصف بأنهم ليسوا من أهلها، وذكرت أنه في حال تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن منصبه فإنها ستصفه بالخائن!!
قلت له: إذا كان ما فعله بشار الأسد في سوريا بدءاً بإدخال إيران في اللعبة عبر ميليشياتها المذهبية ومرتزقتها من العراق وأفغانستان، وما تلاها من دخول ما يسمى بـ «حزب الله»، ثم ختمها بالروس، لا يسمى خيانة في عرف رغدة، فالأكبر من خيانة الأسد، هي خيانة إعلامنا وقنواتنا الفضائية والتي تبث لهذه المشخصاتية أعمالها الدرامية على شاشاتنا.
فعلاً شر البلية ما يضحك، قالت إيه، قالت الأسد ليس خائن.. «كرمال الله يا رغدة خلي السياسة لأهلها وخليك إنت في التشخيص».
استخفاف شنيع بمأساة إحدى أقدم المدن على الكرة الأرضية ودماء مئات الشهداء والمصابين، وليت الاستخفاف وقف عند المشخصاتية لهان الأمر، بل فقدان الشعور بالضمير الإنساني بات يلف العالم كله، صمت هو الأقرب إلى التواطؤ مع النظام السوري، حتى الأمين العام للأمم المتحدة لم يكلف نفسه هذه المرة ويبدي قليلاً من «القلق» لحفظ ماء وجهه، وهو من اعتاد إبداء «القلق» من كل صغيرة وكبيرة تحدث في العالم.
ما كان للعالم الذي خرج عن بكرة أبيه مندداً بما حدث في باريس وبروكسل أن يسكت ويتفرّج على المشهد السوري من دون أن ينبس ببنت شفة، وما كان للسفاح الأسد أن يجرؤ ويفعل في الشهباء كل ما فعله دون أخذ الضوء الأخضر، ليس من موسكو فحسب، بل ومن واشنطن أيضاً.
صمتكم عار، والعار ليس لكم وحدكم بل لأمة المليار..
نلتحف بالعار لأننا وبعد 14 يوماً مضت على المجازر في حلب واستشهاد ما يقارب الـ 3000 سوري قررنا أن نعقد غداً «الأربعاء» اجتماعاً «طارئاً» لبحث الوضع في حلب، ولا أدري لماذا في كل مرة، تأتون إلى الجامعة العربية متأخرين، وتسمونها «طارئة»؟
سألت نفسي هذا السؤال وأنا أضرب كفاً بكف على أمل أن أستدل على الإجابة، هل هي عقدة جماعية «كيخوتية» ضد المنطق والعقل، أم تقاليد وأعراف درج العرب على استخدامها، أم أنها البلاهة السياسية الخالصة التي لا تفقه غير عاطفة الإدانة والشجب والاستنكار؟
أفيدونا أفادكم الله، من لديه إجابة منطقية مشفوعة بالدليل وشهادة اثنين عدلين، فليرسلها على البريد الإكتروني، وله الأجر والثواب.