إن الله سبحانه وتعالى خلق البشر وهو القادر على استعادتهم إليه حتى لا تتفتت قلوب الأمهات أو أكباد الآباء ومنح الأم والأب نعمة الصبر والنسيان البطيء حتى لو كان الراحل أو الراحلة أغلى فلذة كبد في الوجود.

والحقيقة أن الأطفال هم شعلة الحياة ولا تستطيع الأم أو الأب أن يفرقا بينهم في الحب والمعاملة وبالتساوي يغدقون عليهم الحنان ويكدحون من أجل تربيتهم حتى يكبروا ويشبوا ويعتمدوا على أنفسهم والمخلوق البشري في نهاية المطاف هو أمانة ربانية يهديها الخالق العظيم للبشر في كل زمان ومكان.

هذا الكلام نابع من قلب أب يعرف قيمة الأبناء ومرارة فراقهم سواء أكانوا أحياء فما بالنا لو فارقونا إلى الأبد وحتى قيام الساعة.

لقد تأثرت جداً وبمرارة شاهدتها في عين لاعب المنتخب ونادي المحرق السابق النجم صاحب الأخلاق العالية علي عامر وهو يستقبل المعزين وأنا واحد منهم بعد رحيل ابنته الصغيرة التي لم تتعدَّ سبع سنوات من عمرها وكانت تعاني وتصارع المرض، شاهدته متأثراً وكئيباً وحزيناً، وفي عينيه تعبير عن الحسرة والمرارة لكنه كان يقف بصبر قوي ويستقبل الناس الذين جاؤوا يعزونه من كل مكان كونه رجلاً من الذين ساهموا في تفوق نادي المحرق بالبطولات والإنجازات والألقاب، كما أعطى المنتخب كل جهد وعرق وإخلاص.

إن الله امتحن قلب والديها وصبرا وأخذ أمانته ونحن بدورنا نشعر بالمرارة والحسرة أن تذهب زهرة جميلة من حديقة الحياة وهي في هذا العمر فلا هي استمتعت بحياتها القصيرة ولا أبويها كذلك لكن الله سبحانه وتعالى منحنا الإيمان وقوة الصبرونسأله جلت قدرته أن يلهم كل ذويها واللاعب علي عامر ووالدتها الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون.