كشف المطر الذي تساقط علينا خلال الأيام القليلة الماضية عن فضائح كثيرة في المنشآت الرياضية والعيوب الهندسية والتي تؤكد أننا مازلنا نعيش على الأوهام والتصريحات الرنانة التي يتم نشرها تباعاً في صحافتنا الرياضية ونقرؤها ونلتزم الصمت لكن الكثيرين منا لا يصدقونها لأنها أشبه بالبالونات الملونة التي تعجب الأطفال وصغار العقول وكأننا نعيش في القرون الماضية.

كيف يمكننا أن نصدق أن «شفط» الأمطار في ملعب خليفة يكون باستخدام «زِيل» الماء؟.

وكيف نترك مباراة لفئة الناشئين تجري في الصالة الرياضية والمطر «يخر» من سقفها على رؤوس اللاعبين دون تأجيلها حفاظاً على سلامتهم بحجة ازدحام البرنامج والجدول؟!

والمثير في الأمر أن مبنى نادي النجمة «الحديث» هو آخر الأندية النموذجية التي شيدت لكنه كشف الكثير من أخطائه الهندسية التي تضحك المرأة الثكلى!!

كل ذلك يحدث بسبب الترقيع الهندسي الذي تعيشه المنشآت الرياضية منذ تأسيسها والتي تتكرر في كل عصر ومسؤول إلى أن وصلت هذه الجهة إلى «وزارة» لشؤون الشباب والرياضة وهي أعلى مرحلة ولا نقرأ منها غير الإشادات والتهاني والمباركات واستقبال الوفود ونثر الورود فوق الرؤوس وكأننا في عرس بينما منشآتنا «تخر وتغرق» ولا تنتظر غير رحمة السماء. لقد وفرت مملكتنا الغالية بقيادة العاهل المفدى والحكومة الرشيدة وعلى رأسها رئيس الوزراء الموقر وصاحب السمو ولي العهد الأمين المال اللازم والإمكانات المتوفرة كل ما يساهم في إنجاح الخطط والمشاريع والمنشآت الرياضية لكن «المناقصات» وما أدراك ما المناقصات والتصريحات الواهية والبالونات الملونة يكشفها مطر قادم من السماء، ولو كان هذا المطر قادماً من النار لأحرقنا جميعاً فرفقاً بالرياضة وبشبابها وإنقاذاً لما بقيَ قبل أن يأتينا يومُ الحساب.