لم يجد البعض الذي اعتبر نفسه «معارضة» وفي «ثورة»، إثر الضربات المتتالية التي تلقاها وأوجعته وأوهنته، سوى أن يلجأ إلى من يعتقد أنهم قادرون على ممارسة الضغوط والترويج لفكرة أن البحرين تعادي أبناءها، لهذا كثرت في الآونة الأخيرة التغريدات المتضمنة لهذه الفكرة وكثر تناول هذا الموضوع غير المعقول وغير المنطقي في الفضائيات «السوسة» التي تضاعف جهدها منذ أن اتخذت الحكومة قراراً بقطع أذرع الإرهاب وحماية المجتمع منه وتقديم من يقف وراءه إلى العدالة، فالبحرين «قررت وأد المخططات الإجرامية والضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه المساس بأمنها وتهديد سلامتها» وهو ما أكد عليه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة والتي أشاد فيها بالعملية الاستباقية المحكمة التي «أدت لإجهاض مخططات إرهابية استهدفت النيل من أمن الوطن واستقراره وأبرزت حجم التآمر على البحرين أمناً واستقراراً».

لا حيلة لأولئك الذين انحصروا في الزاوية الضيقة بسبب عزم البحرين، قيادة وحكومة وشعباً، على قطع دابر الإرهاب من جذوره سوى اللجوء إلى الإساءة بالترويج للقصص التي يضع عليها العاقل ألف علامة استفهام، فأي عاقل هذا الذي يمكنه أن يصدق قولاً مثل ذلك القول الدوني؟ وأي عاقل يمكن أن يتعاطف مع من ثبت أنه يسعى إلى التخريب ونشر الفوضى ويمارس الإرهاب بأنواعه؟

البحرين تعمل بكل طاقتها من أجل إسعاد أبنائها والارتقاء بحياتهم، ومواجهة المخربين والإرهابيين يدخل في هذا الباب لأنه لا يمكنها تحقيق فعلي الإسعاد والارتقاء بالدرجة التي تبتغيها في ظل وجود مخربين وإرهابيين وساعين إلى الإساءة إلى الوطن. وجلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد لا يدخرون وسعاً في تحقيق هذه الأهداف النبيلة التي يعود خيرها على المنطقة برمتها، حيث إسعاد المواطن البحريني والارتقاء به ينعكس بالضرورة على المنطقة، وحيث الوقوف في وجه المخربين والإرهابيين وقهرهم تستفيد منه المنطقة التي يتأثر استقرارها بوجودهم.

ليس صحيحاً أبداً ما يتم الترويج له من خلال تلك الفضائيات والمواقع الإلكترونية «السوسة» والندوات التي يتم عقدها في الخارج والبيانات التي يتم إصدارها من قبل المنظمات الحقوقية الدولية التي تعتبر ما يصلها من غير الحكومة حقائق لا تقبل المناقشة أو التشكيك، فالعلاقة بين القيادة والشعب في هذه البلاد علاقة لا يمكن الحديث عنها إلا بالخير، والقيادة لا هم لها سوى الارتقاء بأبناء الوطن وتسهيل أمورهم الحياتية، وأبناء الوطن لا هم لهم سوى العمل بجد تعبيراً عن رضاهم وولائهم للقيادة وسعياً لخدمة وطنهم.

لا يقول مثل ذلك الكلام غير المنطقي وغير المعقول سوى من باع نفسه ووطنه وصار يرى التخريب والإرهاب حقاً ووسيلة لنيل المطالب، لهذا ليس لهؤلاء مكان ولا مكانة في هذا الوطن، فمن «يعاقر» التخريب والإرهاب لا يمكن اعتباره من أبناء الوطن، ومن يكون ولاؤه لغير قيادته يكون خارج القائمة، فالوطن لأبنائه المخلصين له ولقيادته وليس لمن يعتبره محطة ويسعى إلى الإساءة إليه بترويج مثل تلك القصص التي يصعب تصديقها بل يستحيل، ويهون عليه تسليمه للأجنبي.

أهل البحرين يعتزون بقادة البحرين الذين يعملون ليل نهار من أجلهم ومن أجل أن تكون لهم المكانة التي يستحقونها، وقادة البحرين يعتزون بأهل البحرين الذين يعملون ليل نهار من أجل هذا الوطن ويعبرون بذلك عن ولائهم وحبهم للوطن وللقيادة، لهذا لا يمكن لأحد أن يصدق ما يسعى أولئك إلى الترويج له، فالبحرين تحب أبناءها ولا يمكن أن تعاديهم، والعداء، كل العداء، لمن يخون الوطن ويعمل على الإساءة له.