دائماً ما نقول إن أكبر نعمة نملكها في هذه الأرض الطيبة، هي «قلب» والد البحرينيين الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه.

هذا الرجل الذي يعبر شعبه المخلص عن حبهم العميق له دائماً، لا يعرفون المجاملة فيه، إذ بالنسبة لهم هو «خط أحمر»، هو رمز الدولة، والقلب الحنون على أبنائه، والرجل الشجاع الجريء في خطواته.

بالتالي حينما تتحدث عمن تحب، لا تكفيك الكلمات، وكشعب تربينا على حب هذه الأرض والتصاقنا بقيادتها، يمثل لنا حمد بن عيسى حباً من نوع خاص.

إنسانية هذا القائد تمثلت في مواقف عديدة، مواقف تصعب على كثير من البشر التمثل بها، فما بالكم برجل يملك القوة ويملك السلطة وبيده مقدرات إدارة البلد وهو رأس السلطات فيها، ما بالكم برجل يقدم العفو والصفح والتسامح وطولة البال على الصرامة والقوة؟!

ألا يمكن لحمد بن عيسى أن يدير الأمور بطريقة مختلفة؟! ألا يمكنه أن يبث الذعر والخوف الدائم في قلوب أعداء الوطن ومن يرتكبون الجرائم فيه؟!

نعم يمكنه ذلك وبكل سهولة، وبموجب القوانين والدستور، وبموجب الحفاظ على أمن البلد وأهله والمقيمين فيه، لكنه يسمو فوق ذلك كله، حينما يختط الرحمة منهجاً له، وحينما يقدم شعور الوالد الحاني على أبنائه فوق كل شيء، وحينما يكون التسامح هو شعاره، فهو يقدم الفرص تلو الأخرى لأي شخص حتى يعيد ه إلى صوابه ورشده، وحتى يستوعب ما يقوم به، وأن البحرين أم الجميع لا تستحق منهم إلا الخير والحفاظ عليها.

تخفيف عقوبة الإعدام على المتآمرين على تنفيذ مؤامرة بشعة تمثلت باغتيال قائد الجيش البحريني المشير خليفة بن أحمد، جاءت من قبل أب حنون على أبنائه، يؤلمه أن ينحرفوا وينجروا لطرق غير قويمة، يفكر دائماً في عوائلهم وأهاليهم، يدرك ألم فقدان الأبناء، وكيف أن بعض الآباء والأمهات يسقط بين أيديهم حينما يتجه أبناؤهم لطرق غير وطنية غير سوية، فيقعون بين نارين، نار الوطن الذي لا يساومون عليه، ونار فقدان الأبناء إن ساروا في طرق الإجرام والإرهاب التي تستوجب أغلظ العقوبات.

هذا درس جديد من الدروس الإنسانية التي يقدمها «ملك القلوب» لأبناء شعبه، الهدف منها مراجعة النفس والاستيعاب بأن الدخول في هذا المعترك الآثم ضد البلد أمر لا يفرح أحداً، إذ لا تظنوا أن قيادة البلد وشعبها المخلص يفرحون بالقبض على أبناء محسوبين على الوطن وهم يمارسون ما يؤذي الوطن ويسيء له، حالهم حال الوالد الذي يصدم في أبنائه، لكنهم في النهاية قطعة منه، وكل أمانيه أن يعودوا للطريق الصحيح، وأن يعودوا لحضنه وحضن الوطن.

مناشدة أهالي المحكومين لجلالة الملك وجدت صداها، فصاحب القلب الكبير حمد بن عيسى عودنا دائما على إنسانيته التي تفوق أحيانا الاستيعاب، حينما نصل نحن لمرحلة الاستياء والغضب، نجده يقدم لنا دروساً في الحلم والصبر والتأني والأهم دروساً في «الرحمة».

العفو عند المقدرة، والحفاظ على الأرواح، والتسامح في وقت تملك فيه القوة، كلها صفات لا يتحلى بها إلا «القوي»، ولا تتمثل إلا بالرجل «العادل» الذي يبحث دوماً عن الإنصاف والحق، والذي حتى لو وجهت له الإساءة، وأخطأ البشر، فإنه يعلمهم سلك المسار الصحيح بطيبته وكرمه وسمو أخلاقه وتسامحه.

نفخر في البحرين بأن ملكنا رمز للشهامة والطيبة والكرم، رجل يؤسس للتسامح وسعة الصدر والحلم.

نفخر بك يا حمد بن عيسى بن سلمان.. يا ملكنا العادل الإنسان.