يعتبر التكافل ومساعدة الآخرين من صفات المجتمع البحريني المسلم، منذ قديم الزمن، ومستمر حتى الآن.

ونجد أهل الخير منتشرين في كل مكان، ولا يقتصر الخير وتقديمه في مملكة البحرين على الأغنياء فقط، بل أن الجميع يتقدمون بما تجود به أنفسهم من أوجه العطاء ناشدين الأجر من رب العالمين، مما ساهم في خلق مجتمع تكافلي، متراص، يشد بعضه بعضاً.

عن نفسي لا أبالغ إذا قلت بأنني بصورة شبه يومية أتعرض لرسائل للمشاركة في حملات اجتماعية لمساعدة بعض المواطنين كبعض المرضى، أو بعض المحتاجين والمتعسرين. أو حملات اجتماعية لمساعدة فئة من فئات المجتمع كتلك الحملات التي تسعى إلى دعم العمالة الأجنبية، وبالمثل أتلقى العديد من الدعوات للمشاركة أو الاطلاع على أنشطة بعض المواطنين الذين يقومون بأعمال الخير والبر لعدد من الدول حول العالم.

نشاطات خيرية كثيرة يبتغي منها المواطنون البحرينيون فك كربة أحدهم، طامعين في الثواب من رب العباد، وبلا شك فإن هذه النشاطات تدعم التنمية المجتمعية والاقتصادية إذا ما تم وضعها في القالب السليم. فكم من أشخاص وقعوا نتيجة احتيال أو نصب، وكم من أشخاص قاموا بجمع تبرعات لم تصل إلى الفئة المستحقة، وكم من استغلال لجمع المال وصل إلى أيادٍ عابثة.

جهات خيرية كثيرة ظهرت وستظهر لاسيما أن شهر رمضان على الأبواب، وأن الجميع يطمح لمضاعفة أجره وحسناته، فكم هو جميل أن نقتدي بحملة «ديرتك أولى» التي تحمل عنواناً يجعلنا نتفكر فيه، أيهما أولى بالعطاء البحرين أم غيرها من الدول؟! أيهما أولى بأعمال الخير والبر.. البحرين أم غيرها من الدول؟!

لا أقصد من كلامي مطلقاً حصر عمل الخير على البحرين فقط، ولكني أدعو للوصول إلى الاكتفاء بأعمال الخير في مملكة البحرين، ومن ثم الانتقال لتقديم الخير إلى الدول الأخرى من باب أن «الأقربون أولى بالمعروف».

حملة «ديرتك أولى» التي تتأتى برعاية كريمة من سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة بالتعاون مع مدرسة كانو الدولية التي اعتادت أن تقوم بالعديد من أعمال الخير في العديد من الدول ضمن الرحلات المنظمة لعدد من الدول الفقيرة لغرس صفة العطاء لدى طلبتها، اختارت هذه المرة أن تقدم عطاءها للبحرين مؤمنة بأن «دريتك أولى» ووجهت جهود طلبتها وعطاءهم إلى البحرين وتحديداً إلى مشروع ترميم البيوت القديمة في مدينة المحرق.

مشروع رائع يستحق الدعم، وحملة متميزة تستحق أن تكون حملة وطنية يتبناها الجميع، فالبحرين أولى، وأهل البحرين أولى بالعطاء والخير، فلنلتفت حولنا ولنساعد من هم في محيطنا حتى يتحقق الرفاه الاجتماعي في مملكتنا الغالية، ومن ثم ننتقل لمساعدة ومساندة الدول الأخرى، فالديرة أولى.