البحث عن السكينة في حياتك ينبع أولاً بقوة إيمانك وقربك من مولاك، تنعم بها بسكينة واستقرار نفسي لا مثيل له.. والنبع الصافي للاستقرار ينبع من «أسرة مستقرة» تحفها الرحمات وتستقر فيها النفوس.. يقول المولى تعالى: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون». فالزواج استقرار وسكن للرجل إن هو أيقن أهمية الرباط الذي ارتبط به من أجل تشييد كيان أسري جميل قائم على المودة والرحمة والتفاهم والتآلف والترابط والمكاشفة والمشاورة في أحوال الدنيا المختلفة.. فلا مجال من التخوف من الارتباط برباط الزوجية لأنها السعادة التي يبتغيها المرء من أجل أن يعيش طيلة حياته سعيداً مستقراً هانئاً بزوجة صالحة تسره وتسعده وتسهر على راحته.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله تعالى خيرا من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته أو حفظته في نفسها وماله».

لقد ذكر الله تعالى «السكينة» في آية الزواج لما تمثله المرأة من سكن وطمأنينة للرجل، على أساس أن تبنى الحياة على قيم المودة والاحترام والمكاشفة و»القلب الواحد» الذي ينبض بالحب والعطاء والتفاهم بين الطرفين.. وتتعمق السكينة «بزينة الحياة الدنيا» الأبناء الذين يحولون أجواء الأسرة إلى متعة وشقاوة جميلة سيتذكرها الآباء بعد انقضاء سنوات العمر.. السكينة عندما تتحول الأسرة إلى «مائدة» منوعة من الإيمانيات تقدمها الأسرة داخل منزلها من أجل أن تحفها الرحمات وتغشاها السكينة.. فتقرأ القرآن حتى تطرد تلك الهواجس المريبة التي يبثها الشيطان ويسعى إلى إثارة القلاقل والشكوك والنزاعات داخل البنيان الأسري..

ليكن لك النصيب الوافر مع أسرتك خلال هذا الشهر الفضيل حتى تعمق هذه المفاهيم، وتوطد مفهوم «السكينة» في قلوب كل أفراد الأسرة، حتى تشتاق نفوسهم للارتماء في أحضانها في كل حين، لما تمثله بالنسبة لهم من قيمة حياتية مهمة بالجلوس مع الوالدين والتحنن إلى الإخوة والأخوات.. وإلا سيكون منزل «الزوجية» مجرد حراك سلبي ومأوى للنوم والوجبات!! وهذا ما يعاني منه أغلب الناس.. حينها لا إحساس بالسكينة إطلاقاً!

* لمحة:

أسرتك حضنك الدافئ الحنون الذي ينتظرك بعد مشوار طويل تقضيه في طرقات الحياة.