عندما نتعمق في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم المليئة بشواهد الخير، نجد أن أكثر ما كان يوصي به النبي صلى الله عليه وسلم في كافة شؤونه الحياتية "ذكر الله تعالى" في الصباح والمساء.. فإنما تجد الطمأنينة والسكينة وتنطلق في شؤون حياتك اليومية بالتزام ذكر الله تعالى الذي تجده متنفساً لك ومخرجاً من هواجس الحياة وهموم العيش.. جرب أن تبدأ يومك بعد الفجر بالمعوذات وبأذكار الصباح وبقراءة آيات من كتاب الله تعالى.. وبمساء تزينه بأذكار المساء وبقراءة آيات الله البينات.. فستجد قلبك يتعلق بالمولى الكريم، وترتاح نفسك، وتصبح هذه الأذكار مثل أنفاسك..

جرب أن تصحب في هاتفك كتاب الله الكريم والأذكار، وتضع تنبيهاً في الصباح والمساء كلما حل وقت الأدعية.. وذكر من حولك لتكسب الأجر.. ثم ابدأ ببعض الأذكار الأخرى البسيطة التي تجعل لسانك رطباً بذكر الله في كافة الأوقات، كما قال تعالى: "الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب". أي تسكن قلوبهم وتطمئن وتستأنس بذكر الله عز وجل، فالقلوب إنما تسكن إلى بارئها بذكره.. فهي صفة أساسية من صفات المؤمن الذي يأنس بذكر الله تعالى ولا تجد لسانه إلا متحركاً بالتسبيح والتهليل والتكبير..

تدرب في هذه الأيام الفضيلة التي تكون فيها النفس مطمئنة هانئة بالصيام والقيام وسائر الطاعات، بأن تجعل أوقاتك كلها في ذكر الله ببعض الأذكار التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم منها: "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم". وقوله: "أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضرك بأيهن بدأت". وقوله: "غراس الجنة: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر".

فلنجتهد جميعاً خلال النصف الثاني من رمضان أن نكون من "الذاكرين الله كثيراً والذاكرات" فهي فرصة ثمينة للارتواء من معين الإيمان في أيام جميلة تسكن فيها النفوس.

* لمحة:

كنت ألمح في صغري جدتي الغالية رحمها تجلس كل يوم على سجادتها تسبح وتهلل وتذكر الله، بعد الصلوات وفي الضحى وقبل الفجر. وكلما جلسنا معها قطعت أحاديثها وذكرت الجميع بـ"لا إله إلا الله محمد رسول الله".