أحسست براحة نفسية وسكينة وطمأنينة عندما أقبل علي صاحبي يصافحني بحرارة وبابتسامة مشرقة.. قلت في نفسي: هي لوحة جميلة من لوحات «سكينة النفس» لا بد أن ننتبه لها في دوامة الحياة.. بالفعل ففي أحيان كثيرة ينجر البعض للعناد والغضب وأخذ الحق والصد عن أناس يكنون لهم محبة وتقدير.. وإذا بحثت عن الأسباب وجدتها لأسباب تافهة.. لاختلاف وجهات النظر.. أو لأمور خاصة بالعمل.. لأنه كما نقول (ما شلته كما شالك) فقرر أن يصد عنك لفترة من الزمن.. ويطوي صفحة المحبة الغامرة التي تجمعك به..

ولكن إن عدت إلى جذور المحبة والإخاء في الإسلام، فستجد أن أجملها (السلام) لأنه يطفئ جذوة المشاحنات والعداوات والحساسية المفرطة في العلاقات.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام». وقال عليه السلام: «لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولاً أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم». فإفشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف يورث المحبة ويوطد العلاقات وينسي الآلام.. فما أجمل فعلك عندما تقبل على صاحبك بكامل جسدك كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم وتصافحه مصافحة مريحة تضع راحة يدك في راحة يده وتبتسم في وجهه وتكون آخر من ينزع يده.. إنك بذلك كسبت صدقة (الابتسامة) وأورثت المحبة في قلبه والراحة والطمأنينة بأنك لم تعد تحمل في قلبك أي شيء عليه.. ثم تكسب أجر تساقط الذنوب بهذه المصافحة الرائعة.. كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: «إن المسلم إذا صافح أخاه، تحاتت خطاياهما، كما يتحاث ورق الشجر». كما لا تتهاون بأن تكرر السلام إذا افترقت عن صاحبك، فمن السنة أن تعيد السلام، كما قال عليه الصلاة والسلام: «إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجرة، ثم لقيه فليسلم عليه أيضاً».

فرصة لا تتكرر في شهر الخير بأن نتصافح مع كل القلوب التي نلقاها في كل ميدان حتى نضيف إلى رصيدنا النفسي (سكينة) أخرى تكمل صورة السكينة التي نعمل على تجميلها طيلة شهر رمضان.. فالمصافحة مع ابتسامة مضيئة لن تكلف الكثير.. فكلما مررت على قوم فسلم عليهم.. وإن استطعت فصافحهم.. واستثمر تواجدك في المسجد لإفشاء السلام.

لمحة:

اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والإكرام.