عندما تبحث عن جمال البساطة في حياتك والتي تعطيك مكانة كبيرة في نفوس الآخرين، وتغمر قلبك بالسكينة والسعادة وراحة البال، فإنك ستجدها في أسلوب معاملاتك الحياتية، وفي أسلوب حياتك.. فالبساطة إنما هي أسلوب حياة شامل، ولا تعني أن يكون المرء عديم المبالاة في أمور حياته.. بل هي التوازن الذي لا يخل بثوابت العيش، وصورة جميلة للأخلاق الرفيعة.. فالبساطة تعني التكيف مع الواقع بكل أريحية، وإيجاد الحلول الأخرى التي تريح النفس.. بكل بساطة.. وأعجبتني هذه العبارة للشيخ عبدالعزيز النعيمي (الشيخ الأخضر): «كلما اتسم الكلام والعمل بالبساطة كان أصدق وأقرب وله أثر أعمق، وكلما ارتبط الإنسان بالتواضع وعدم المبالغة حصد راحة البال». بالفعل لأن المرء كلما كبرت (ذاته) كلما أضحى معلماً بارزاً في المجتمع.. ولا يشترط أن يكون له الأثر في قلوب الآخرين.. لأن (البسيط) هو من يفرض نفسه على غيره.

إن أسلوب الحياة البسيط يؤثر بشكل إيجابي على جوانب حياتك، لأنك مسحت من قاموسك مصطلحات التعقيد والجفاء ومتابعة صغائر الأمور.. وهو ما يساعدك على التميز في العلاقات وكسب محبة الناس، وإسعاد نفسك أولاً.. البساطة أن لا تكلف نفسك ما لا تطيقه فتصل أحياناً إلى حالة معسرة لأسباب التكلف في شؤون المعيشة.. من هنا ينبغي عليك أن تضع الخطوط العريضة للبساطة في حياتك حتى تستطيع أن تعيش كما تتمنى هادىء النفس قرير العين بلا منغصات وبلا إزعاج وبلا وجه مكفهر.. وكلما عادت لك هذه الهواجس.. تذكر (السكينة) ومن ملامحها (البساطة) حتى لا تضيق ذرعاً بكل شيء..

ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في أخلاقه وبساطته في التعامل مع الآخرين وبخاصة الفقراء الذين كانوا ينشدون حاجتهم عنده، فكانت بساطته وسعة قلبه وحلمه الفاصل في كسب قلوبهم وتعريفهم بجمال الإسلام وشموليته.. نحتاج أن نراجع العديد من التصرفات الحياتية التي نمارسها في حياتنا، وأثرت سلباً على أمزجتنا وصحتنا، ليس عمداً ولكن لعلها مفارقات حياتية آنية.. نحتاج أن نراجعها حتى تهدأ هذه النفوس وتلتفت لعظائم الأمور التي وجدنا من أجل القيام بها تمحيصاً لجنة خالدة.

لمحة:

«ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً».. اللهم ارزقنا الحكمة وفصل الخطاب.