لقد أشاع خبر تعيين صاحب السمو الملكي ولي العهد سلمان آل خليفة كرئيس لمجلس الوزراء روح من التفاؤل في النفوس حتي لدى المعارضة فهو رمز للاعتدال والحكمة في إدارة الأمور يؤمن بالتعددية ويمقت التشدد في الرأي وكيف لا وهو دائماً يرفع لواء الشورى مقتدياً بالرسول الكريم الذي كان مؤيداً من السماء ولكنه يتشاور مع أصحابه في جميع الأمور فحق لنا أن نقول:

أيا سلمان يا رمز السلام

كريم أنت من نسل الكرام

حكيم رأيه مثل الحسام

يشاور شعبه ملك الزمام

فلا تمييز ما بين الأنام

ولن تجد الشقاق أو الخصام

هنا البحرين قلب واحد

بسعي سموكم عم الوئام

فالبحرين في عهد سمو ولي العهد رئيس الوزراء وطن للجميع لا فضل فيه لأحد على أحد إلا بالعمل والجد في سبيل نهضة الوطن دون النظر إلي اللون أو المذهب فالجميع في خدمة مملكة البحرين ولا حجر على فكر ولا تكميم لأفواه أو مصادرة لرأي وقد ظهر ذلك بوضوح في حرص سموه على المجلس الأسبوعي الذي يضم كافة الأطياف يستمع لهم ويشاورهم في الأمر في أجواء تسودها الألفة والإخاء.

فقد أكد سمو ولي العهد رئيس الوزراء أن التوافق الوطني واللحمة الوطنية هما حاجز الصد ضد أي صعوبات أو معوقات قد يتعرض لها الوطن بل إن هذا التوافق علي حد وصف سموه هو بمثابة نهج حضاري وتوجه بحريني أصيل يعبر عن خصوصية تماسك البحرين التي كانت وستظل أسرة واحدة إذا اشتكى منها عضو تداعى له الجميع بالسهر والحمى، وما كان ترحيب الجميع بتولي سموه ولاية العهد ورئاسة مجلس الوزراء إلا بسبب ما يمتلكه سموه من قبول عام بين جميع أطياف المجتمع فهو بحق نموذج ومثال يحتذى للرجل الحكيم، وقد أثمر ذلك عن التوافق الوطني الذي لم تألفه البحرين منذ أزمتها السياسية عام «2011» فقد قاد سفينة الوطن إلي بر الأمان متغلباً علي رياح الأهواء وعواصف الخطر.

وقد ظهر ذلك التوافق خلال احتفالات البحرين بأعيادها الوطنية في 16 و17 من شهر ديسمبر بما لمسه الجميع من روح التقارب برعاية سمو ولي العهد رئيس الوزراء وبفضل جهوده الحثيثة في تنقية الأجواء قبل الشروع في التنمية المستدامة فلا بناء إلا بتنقية الأجواء، فيا له من رجل حكيم وعد فأوفي وسعى واجتهد فكان الجزاء الأوفى من الله والذي تمثل فيما وصلت إليه البحرين من تلاحم بين صفوف أبنائها.