أكدت استشارية الطب النفسي بقسم الأطفال والناشئة د.نيلة ناصر، أن التوحد يعد من أشد وأصعب اضطرابات النمو، وله تأثير ليس فقط على الفرد بل أسرته، لما له من تأثير على النمو والتفاعل والتواصل الاجتماعي والإدراك الحسي والتفاعلي.

وأضافت لـ"الوطن"، أنه حالة مرضية تنتج من اضطراب في الجهاز العصبي، ما يؤثر على وظائف المخ في مجال الحياة الاجتماعية ومهارات التواصل وهو لا يعني فقط الانعزال والانطواء بل عادة ما يواجه الأشخاص المصابون بالتوحد صعوبات في مجال التواصل غير اللفظي والتواصل الاجتماعي وصعوبات في الأنشطة الترفيهية.

وقالت إن "التوحد يعد أكثر أمراض الإعاقة انتشاراً في العالم حيث يصاب على الأقل واحد من كل 100 طفل تتمثل أبرز أعراض التوحد في أداء حركات مكررة ونمطية بالأيدي أو الأصابع، مثل لف الأصابع بطريقة معينة أو اللعب باللعبة نفسها بشكل مكرر ونمطي ليس فيه تجديد أو تخيل، وكذلك الاهتمام بالأشياء المتحركة، مثل المراوح، والاهتمام بتفاصيل الأشياء مثل نقاط في صورة أو حبة على الوجه، فيديم النظر إليها أو تحسسها دون الاهتمام بالتفاصيل وتبدأ هذه الأعراض خلال السنوات الثلاث الأولى".



وأوضحت أنه يوجد أنواع مختلفة من التوحد، وتختلف أعراض المرض من طفل إلى آخر، لهذا السبب يقال بوجود اضطرابات طيف التوحد.

وقالت: "يصيب التوحد الأطفال من كل الأعراق والقوميات، وبعض المصابين البالغين يستطيعون العمل وإعالة أنفسهم. لكن البعض الآخر يكون فى حاجة إلى الكثير من المساعدة، لاسيما أولئك الذين تضررت لديهم العمليات الذهنية أو الذكاء، أو الذين لا قدرة لهم على الكلام أو التواصل.

وأكدت، أن نوعية الحياة التى يعيشها الطفل المصاب بالتوحد فى مراهقته وبلوغه تتوقف على: التشخيص المبكر للمرض، وشدة التوحد، وكثافة المعالجة الشخصية التى يتلقاها الطفل، ومن خلال التشخيص المبكر والمعالجة المركزة، تتحسن قدرة معظم أطفال التوحد على إقامة العلاقات مع الآخرين، وعلى التواصل وخدمة أنفسهم عندما يكبرون، ويمكن أن يصاب الأفراد الذين يعانون من التوحد بأعراض مستقلة عن أعراض التشخيص، ويؤثر ذلك على الفرد نفسه أو أسرته.

ويقدر أن 60-80% من المصابين لديهم علامات حركية تشمل ضعف العضلات، وضعف التخطيط للحركة، وضعف فى المشى على القدمين. وفى حالة التوحد يكون العجز فى التنسيق الحركى أكبر من ذلك الموجود فى حالة التوحد البسيط. ويصدر عن 75% من الأطفال المصابين سلوك غير عادى فى تناول الطعام، لدرجة أن ذلك كان سابقاً مؤشراً لتشخيص المرض. وتعتبر الانتقائية هى المشكلة الأكثر شيوعاً، على الرغم من طقوس تناول الطعام ورفضه فى بعض الأحيان، فإن ذلك لا يؤدى إلى سوء التغذية

وختاماً الجدير بالذكر العلماء يدرسون نظريات عديدة عن الأسباب الوراثية والبيئية للتوحد، من أجل محاولة معالجته بصورة أفضل. وتوضح البحوث الإحصائية أن احتمال إصابة الطفل بالتوحد يكون أعلى إذا كان فى عائلته إصابات أخرى بالمرض، وإذا كان جنس الطفل ذكراً، وإذا كان عمر الأب أكثر من 40 عاماً، وإذا كان فى العائلة سوابق اضطرابات وراثية وعصبية.