عباس المغني


حذر كبار العقاريين في البحرين الشباب والمتقاعدين من شراء أراضٍ في العالم الافتراضي، وعدم الانجرار وراء الأخبار الدعائية التي توهم بالربح السريع والانتقال إلى طبقة المليونيرية في أشهر معدودة.

واعتبروا أن شراء أراضٍ في العالم الافتراضي بمثابة استثمار وهمي، وإن استمر سنوات فإن نهايته خسارة كل المدخرات، وخصوصاً أنه ليس له صلة بالعالم الحقيقي.

ويأتي التحذير مع تطور الاستثمارات في العالم الرقمي وتزايد الاهتمام بعالم "ميتافيرس" وتعني "ماوراء الكون"، وخصوصاً بعد إعلان شركة كندية شراء أرض افتراضية مساحتها 560 متراً مربعاً افتراضياً بقيمة 2.4 مليون دولار في صفقة هي الأكبر من نوعها على منصة "ديسنترالاند" وانتشار ترويجي واسع في المواقع الإلكترونية لشراء الأراضي الافتراضية.


وحذر الخبير العقاري سهد السهلي الشباب والمتقاعدين من شراء أراضٍ في العالم الافتراضي؛ فهذه أراضٍ في الخيال، ليس لها صلة بالعالم الحقيقي، ناصحاً الشباب والمتقاعدين بعدم اقتحام مواضيع مجهولة لا يعلمون عن حقيقتها.

وقال: "من يدير عملية بيع وشراء الأراضي الافتراضية؟ ومن يحفظ حقوقك عندما تشتري أرضاً في عالم افتراضي؟ وهل توجد قوانين وتشريعات تنظمها؟ أنا غير مقتنع بموضوع الأراضي الاقتراضية، وهذا يذكرني بالاستثمار الوهمي الذي حدث قبل 40 سنة، حينما روج أشخاص لفكرة استثمار، يقول لك ادفع 1000 دينار وسترجع لك 2000 دينار، وكانت النهاية مأساوية لكل من اشترك.

ونصح الشباب والمتقاعدين بشراء الأراضي في العالم الحقيقي تحت إشراف حكومة البحرين ممثلة بمؤسسة التنظيم العقاري، وعدم الانجرار وراء الأوهام في عالم افتراضي غير معترف به في قوانين الدولة ومؤسساتها.

وعن تفسير دوافع الشباب والمتقاعدين لشراء الأراضي الافتراضية، قال: "إن الاستثمار الافتراضي ينمي خيالهم بتحقيق الثروة، وامتلاك الأملاك، لكن هذا في النهاية ليس له واقع حقيقي".

من جهته، قال الخبير العقاري ناصر الأهلي: "كيف تشتري أراضي في عالم افتراضي غير معترف بها في قوانين البحرين؟ من سيحميك؟ ومن سيحفظ حقوقك؟".

واستطرد: "كيف يشتري أناس ويتعاملون في أراضٍ افتراضية ليس لها قوانين وتشريعات في الدولة؟"، مشيراً إلى أن الذين يشترون الأراضي الافتراضية تدفعهم الرغبة القوية في الغنى السريع إلى أن يكونوا من أصحاب الملايين، ولكن يعيشون في الأوهام والأحلام، مثل الذين دخلوا في العملات الرقمية وخسروا الكثير، لأنهم دخلوا في موضوع لا يعرفون عنه شيئاً، والجهات الحكومية في كل مناسبة تحذر من التعامل بالعملات الرقمية، والآن ظهر موضوع الأراضي الافتراضية.

وتابع: "نصيحتي للشباب والمتقاعدين شراء الأراضي في العالم الحقيقي، وألا تضعوا أنفسكم في مكان لا يحميكم فيه القانون، أنصح بالابتعاد عن الأراضي الافتراضية.

الأفضل لك أن تشتري أرضاً داخل دولتك، تراها أمامك بين يديك، وتحصل على وثيقة حكومية تثبت ملكيتك".

من جهته، قال مدير التسويق في مجموعة عقارات غرناطة أحمد حبيب: "إن شراء أراضٍ في العالم الافتراضي هو استثمار وهمي، كيف أشتري عقاراً في عالم افتراضي لا علاقة له بالعالم الحقيقي؟".

وأضاف: "هل من المعقول أن أشتري في العالم الافتراضي قطعة أرض في المنامة، بينما هي في الواقع أرض مملوكة لشخص آخر؟ فكيف أشتري أرضاً من شخص لا يملك الأرض؟".

وحذر الشباب والمتقاعدين من المغامرة في الأراضي الافتراضية لعدم وجود إشراف حكومي يضمن الحقوق، وخصوصاً أن المضاربة فيها عالية جداً وفي يوم ما ستصل إلى الانفجار.

ونصح بشراء الأراضي في العالم الحقيقي، وقال: "يجب أن تكون الأرض ملموسة موجودة أمامك، وتحت إشراف حكومي ومباركة مؤسسة التنظيم العقاري".

من جهته، قال العقاري محمد حميد: "للأسف يريد الشباب والمتقاعدون تحقيق ثراء سريع، فينجرون وراء الأوهام إلى درجة مخالفة العقل والمنطق. أي منطق هذا؟ بأن أدخل موقع أو برنامج إلكتروني فيه خريطة افتراضية للعالم، وأشتري متحف البحرين الوطني، ويصبح ملكي في العالم الافتراضي، بينما في العالم الحقيقي لا أحد يعترف بهذه الملكية الافتراضية، فما هي الفائدة؟ مجرد جنون تحركه المضاربات القائمة على الجهل، حيث تنتظر شخصاً آخر يشتري منك المتحف بسعر أعلى.

وأضاف أن القصص الدعائية والترويجية كثيرة، وكلها نفس المضون بأن شخص اشترى أرضاً افتراضية وباعها وحقق مليون دولار، وهي كلها احتيال لإيهام الناس وإقناعهم بفكرة شراء أراضٍ افتراضية.

وقال: "إذا كنت تريد أن تعيش الأحلام، فبدلاً من أن تدفع نقوداً حقيقية لشراء أراضٍ وهمية موجودة في الفضاء الإلكتروني، ارسم كوكباً أكبر من المجرة، واكتب عليه اسمك فيصبح ملكك في العالم الافتراضي؟