مرت السنتان الماضيتان 2020 و2021 بكل ما فيهما من أحداث صحية بسبب جائحة كورونا التي عمت العالم أجمع من حالات وإصابات وأشخاص بالعناية المركزة ووفيات، وفي المقابل أشخاص التزموا بالتعليمات الصحية الوقائية من التقاط العدوى ،فمرت عليهم السنتان مروراً كريماً تعلموا منهما الكثير من العبر، ومن هذه العبر التي غيرت حياة الكثيرين وهي على سبيل المثال لا الحصر شملت نواحي السلامة الشخصية من حيث الاهتمام بلبس الكمام والتباعد الاجتماعي وتعقيم الأيدي والأسطح والممارسات الصحية الأخرى والتي من خلالها شهدنا قلة حالات الإنفلونزا الموسمية وتعافي الكثيرين من الوقوع بالعدوى الموسمية بسبب هذه الممارسات الصحية الناجحة، بالإضافة إلى الاهتمام بنوع وكمية الأكل وممارسة الرياضة مما أدى إلى رفع المناعة لدى الكثيرين طوال السنتين الماضيتين، وها هي نتائج هذه الممارسات تلوح لنا بالأفق بعد هذه المدة من تقوية في الجهاز المناعي لدى الكثيرين منا، أما من الناحية الاقتصادية فوجودنا ملتزمون بالبيت للوقاية من العدوى أدى إلى تقنين مصروفاتنا بدرجة كبيرة أثرت إيجابياً على ميزانية البيوت وشملت إعداد الأكل وتناوله بالمنزل وأثرت بصورة مباشرة على صحتنا، فقلت النزلات المعوية أيضاً والتي تأتي مصحوبة بتناول الطعام في بعض الأماكن خارج المنزل والتي لا تكترث بأقل معايير النظافة في الإعداد للوجبات، أما من الناحية الاجتماعية فتوطدت العلاقات بين أفراد الأسرة الصغيرة وأصبحت تجمعاتهم بالبيت أكثر قرباً ودفئاً وصلابة، أما الفائدة الأكبر التي عمت العالم أجمع فهي الوصول للمناعة المجتمعية والتي من خلالها تم التصدي لفيروس كورونا، فكان لهذه العبر استفادة قصوى للوصول لمفهوم الصحة وهي ليست فقط الخلو من الأمراض وإنما أيضاً تقوية النواحي النفسية والاجتماعية والروحانية وغيرها من الجوانب.

وها هي سنة جديدة تقبل علينا سنة 2022 ، فلنبدأها بصحة ووعي كبيرين، وها هي المتحورات لفيروس كورونا تتسابق ويظل وعي المجتمع هو العامل الرئيس للتصدي لهذه المتحورات وآخرها هو متحور الأومكرون، وترسم الدراسات التي أجريت في مختلف أنحاء العالم صورة متسقة تشير إلى أن أوميكرون أخف من المتحور دلتا، حيث يقل احتمال دخول المصابين إلى المستشفى بنسبة تتراوح بين 30 في المائة إلى 70 في المائة، ويمكن للمتحور أوميكرون أن يتسبب بأعراض تشبه أعراض البرد كالتهاب الحلق وسيلان الأنف والصداع، لكن ذلك لا يعني أنه سيكون خفيفاً على الجميع، فالبعض مع ذلك سيصاب بأعراض خطيرة، ويبدو أن التغيرات التي طرأت على الفيروس جعلته أقل خطورة، لكن الجانب الأكبر من تراجع خطورته يعود إلى المناعة نتيجة للتطعيم وللموجات السابقة من كورونا، ونعني بالبعض الذين ممكن أن يتأثروا بالمتحور هم من لم يتلقوا اللقاح الخاص بكورونا والتي توفره مملكتنا الغالية مجاناً للمواطن والمقيم بكل يسر وسهولة، وهنا يكمن وعي المجتمع في التصدي لهذا المتحور وليكن هدفنا في سنة 2022 هو العيش بصحة ورفاه.



د. كوثر العيد