بسمه عبدالله




الامتنان ذلك الشعور العميق بالشكر للخالق وبنعمه الكثيرة التي تحيط بنا سواء كانت مادية أو معنوية، للأشياء الجميلة التي وهبنا الله إياها داخل أنفسنا ومن حولنا ننغمس فيها انغماساً ليل نهار دون أن نعي أو ندرك قيمتها حتى أصبحنا عديمي الإحساس بها وكأنها شيء من المفروض أن يكون متاحاً ومتوفراً في كل الأوقات والأزمان غير مدركين أنها من الممكن أن تزول من أمام أعيننا ومن بين أيدينا كلمح البصر إذا اسأنا التصرف بها.


الامتنان ليس مجرد كلمات شكر يتلفظ بها اللسان وانتهى الأمر، وإنما سلوك وأسلوب حياة ينبغي أن نتعلم ممارسته في حياتنا ونعلمه أبناءنا منذ الصغر بجعل الامتنان عادة لنا ولأطفالنا.. ممارسة الامتنان لا تذكرنا بالنعم التى لدينا فحسب، وإنما تساعدنا وتساعد أطفالنا على أن يكونوا أصحاء جسدياً ونفسياً واجتماعياً ليكونوا أكثر لطفاً وتقبلاً كما أفاد بذلك علماء النفس التربويون والأطباء النفسيون، كيف نزرع الوعي الذاتي في من حولنا ابتداءً بمن هم قريبون منا في الأسرة وانتهاء بالمجتمع الذي نعيش فيه بأهمية شكر نعم الله عليهم حتى تدوم وتزيد؟

زرع سلوك الامتنان منذ مرحلة الطفوله المبكرة

التربية بالوعي بكل ما يحيط بنا ويحتوينا من نعم الله باستشعار أهمية وجودها في حياتنا وتخيل صعوبة فقدها على قلوبنا أو خسارتها وما يترتب على فقدها من ألم وحزن.

استغلال الأحداث والمواقف اليومية

من خلال ما نعيشه من أحدات ومواقف يومية تمر علينا مرور الكرام دون الوقوف عليها وتحليلها بشكل علمي، تربوي وأخلاقي نفتح من خلاله العيون والقلوب الغافلة والمدارك الضيقة في تفكيرها، حيث يعتقد الكثير أن نعم الله علينا تتمثل في الأمور المادية فقط غافلين عن الأمور المعنوية مثل نعمة الصحة والأمان والتعليم والوطن.

تقديم الشكر والعرفان

التعود على تقديم الشكر والعرفان لكل من يقدم لنا خدمة ليس بالضرورة أن يكون الأمر كبيراً أو عظيماً ولكن لأبسط الأمور الحياتية اليومية سواء بتقديم رسالة شكر لمعلم أو طبيب أو كلمات مشجعة ومؤثرة تفضي السعادة لمن يسمعها وله أثر في حياتنا.

الامتنان شعور يُعمق نظرتنا الإيجابية للحياة حيث يسمح لنا برؤية المزيد من النعم وتبعا لذلك يقل شعور القلق والتوتر ويزيد الرضا والانسجام مع الحياة. «وإذ تأذّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنّكم»، «سورة إبراهيم: الآية: 7».