هدى عبدالحميد

إن المحبة بين الطالب والمعلم من الأمور التي تنعكس على عملية التدريس؛ فقد يتفوق الطالب في إحدى المواد نتيجة حبه لمعلم هذه المادة، وفي المقابل قد نجد تدني درجة طالب في إحدى المواد لأنه لا يحب مدرس المادة، وقد يعود ذلك بسبب الحزم والغلطة من المعلم للطالب فكيف يمكن للمعلم أن يحقق المعادلة الصعبة وأن يكتسب محبة الطلاب واحترامهم وفي نفس الوقت يكون حازماً معهم في حال التقصير وما هو دور الأهل في غرس قيمة احترام المعلم.

أوضح التربوي ومدرب مهارات الحياة الإنسانية عباس العكري لـ «الوطن»: «المعلم حينما يفعل أسلوب الحوار والإصغاء، ويحاول أن يشعر طلابه بأنهم أبناؤه وأحباؤه ويبادلهم المودة، وبروح مرحة تتسم بالصبر والتعاطف؛ فهم بذلك سيبادلونه الاحترام، وخاصة حينما يوظف تقنيات حديثة في دروسه، منوعاً في أساليب التقويم، والاستراتيجيات الحديثة في التعليم التعاوني فيبعد عنهم حاجز الخوف والقلق، ويراعي الفروق الفردية بين الطلاب، ويوظف التعزيز الإيجابي، وبالابتسامة يبادلهم، فتراه يدقق في أعمالهم ويرصد لهم الدرجات ويعلق عليها بملاحظات ترتقي بمستواهم التعليمي ويحفزهم كي يكون لديهم الطموح والإنجاز، ويحاول استثمار الوقت بنصائح وإرشادات عن مستقبلهم، ويهتم بحاجاتهم النفسية والاجتماعية وقدراتهم العقلية، ويدرك أنّ مهنته هي رسالة تربوية يحملها المخلص النزيه الأمين الذي يسعى لبناء وطنه وتنشئة جيل واع، منطلقاً من الحديث النبوي: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».



وحول كيف يكون المعلم حازماً مع طلابه في حال تقصيرهم أضاف العكري: «ليكون المعلم حازماً عليه أن يخطط جيداً لحصته الدراسية مع وضع اتفاقية لسير الدرس حيث قد اتفق مع جميع طلابه عليها منذ أول يوم دراسي، وبعد اشتقاقها منهم واطلاعهم على المخالفات السلوكية، حتى ليضبط الصف ضبطاً سليماً، وليجعل البيئة الدراسية بيئة تعليمية راقية، فالحزم إذن يخالف العنف، وبحسب كل موقف وما ينبغي فعله وبحسب اللوائح المتبعة دون انفعالية وعشوائية، محافظاً على هيبة المعلم وديمومة مسار التعليم، ومنْ لم يذق مرَّ التعلمِ ساعة، تجرَّعَ ذلَّ الجهل طولَ حياته».

وفيما يتعلق بدور الأهل في غرس قيمة تقدير المعلم لدى الأبناء: «عدة أفكار يمكن للأهل أن يحثوا أبناءهم عليها بأن يذكروا ذكرياتهم عندما كانوا طلاباً في المدرسة وكيف كانوا يتعاملون مع مدرسيهم، ويذكروا لهم أسماء المعلمين الذين درسوهم، ويحتفظوا بصور لهم، وربما بأن يكتبوا معاً رسالة إلى معلم أبنائهم المفضل لديه، ثم تسليمها للمعلم في مناسبة ما، وعيادته في مرضه بالمستشفى مثلاً، أو التبرع نيابة عنه في إحدى المناسبات التي يقام فيها تبرع وخاصة إن كان المعلم متوفى، والاحتفاء بالمعلم في المناسبات العالمية التي تكرم جهوده، والأهم من ذلك زرع قيمة العلم والتعليم في الأبناء، أعَلِمتَ أشرفَ أو أجلّ من الذي يبني ويُنشئُ أنفساً وعقولاً».