براءة الحسن

وفقاً لتقرير صدر العام الماضي عن الاتحاد الدولي لكرة القدم، تم إنفاق 654 مليون دولار في جميع أنحاء العالم كعمولات لوكلاء اللاعبين عن الصفقات المبرمة، وهي زيادة هائلة بنسبة 19٪ عن العام السابق (2018).

من البديهي أن زيادة العمولة تأتي مع زيادة أسعار سوق الانتقالات، لكن تبقى العمولات "الكومشن" ودور الوكلاء من بين الأسرار والجوانب المظلمة في كرة القدم، ودائماً هم عرضة للنقد والمشاكل مع الأندية.



لنلق نظرة على الانتقالات المثيرة للجدل على مدى السنوات القليلة الماضية، ومن المؤكد أننا سنجد وكلاء في وسط العاصفة، ويبقى السؤال هل يمكن إبرام الاتفاقيات والانتقالات دون هؤلاء الوكلاء؟

الوكلاء هم الذين يحضرون الأطراف إلى طاولة المفاوضات ويضمنون حلاً ودياً للجميع، الخبرات التي يتحصلون عليها وقدراتهم التفاوضية تجعل الأمور أسهل في المفاوضات، وترضي الجوانب الجالسة.

الانتقالات الدولية مستحيلة عملياً بدون وكلاء. حاول الآن تخيل الدوري الممتاز أو الليجا بدون لاعبين أجانب.

هناك قدر كبير من المهارة في العثور على اللاعب المناسب للنادي، وهذا أيضًا مقابل الرسوم المناسبة. وبالمثل، فإن اللاعبين هم أفضل حالاً مع وجود وكيل يمثلهم في المفاوضات.

قد لا يعرف اللاعب قيمته في السوق، ولا يعرف الراتب المناسب أو مقابل البيع، وهي تعقيدات يعرفها الوكيل، الذي يجعل اللاعب يركز على مجهوده داخل الملعب.

وإن كان الوكيل جيدًا فيمكنه بأساليب "غير مشروعة أحياناً" رفع قيمة اللاعب والحصول على شروطه، مثلما فعل واين روني على سبيل المثال مع مانشستر يونايتد، حيث استخدم وكيله في عام 2010 اسم مانشستر سيتي ليحصل على أعلى راتب من النادي.

وافق الفيفا على تحديد رسوم الوكيل بنسبة 3٪ من دخل اللاعب، ولأن الدور غير معروف جعلته تحت اسم "الوسيط".

في حين أن الوكلاء يحصلون على مبالغ كبيرة مقابل كل صفقة، فإن وجودهم ضروري لكي تتطور اللعبة، ويركز اللاعبون أفضل داخل الملعب.