أحمد عطا

يعد مهاجم ريد بل لايبزج تيمو فيرنر أحد أبرز المهاجمين المطلوبين على الساحة الأوروبية في الميركاتو القادم، وهو الميركاتو الذي اصطدم بحاجز قوي اسمه فيروس كورونا.

فيرنر سجل 25 هدفًا حتى الآن في الدوري الألماني حل بيهم في المركز الثاني في ترتيب الهدافين، لكن الملاحظ أن 13 هدفًا من تلك الأهداف كان من هجمات مرتدة علمًا بأن كل الأهداف الـ25 التي سجلها كانت من 113 تسديدة (المركز الثاني بين لاعبي البوندسليجا) كانت من 57 تسديدة بين القائمين وتحت العارضة (المركز الثاني كذلك بين كل لاعبي البوندسليجا).



لكن فيرنر ليس واحد من أكثر المهاجمين المطلوبين لتميزه فقط ولكن كذلك لأن ناديه أحد الأندية المتخصصة في تطوير وبيع اللاعبين لذلك لا يمانع بيعه لصاحب أعلى عرض على العكس من أندية أخرى لا ترغب في تخلي عن جواهرها أو على الأقل تتخلي عنهم عندما تصير هناك استحالة في المحافظة عليهم، ولذلك تكون المفاوضات معهم أصعب والسعر أعلى.

المهاجم الألماني كان قريبًا جدًا من الارتباط بليفربول إلا أن مسار الاثنين لم يعد يتلاقى في الفترة الأخيرة بعد تصريحات يورجن كلوب الأخيرة عن الصعوبات التي باتت تواجه النادي في التعاقد مع اللاعبين بالنظر للأزمة المالية التي طالت كل الأندية تقريبًا نظرًا لفيروس كورونا ملمحًا إلى المعاناة التي ستواجه الأندية في التعاقد مع لاعبين بأثمان فوق الـ50 مليون يورو بينما هي تطلب من لاعبيها التخلي عن جزء من راتبهم لتخفيف وطأة الأزمة.

حسنًا، نحتاج لإضافة بعض الدقة في حديثنا عن ريد بول لايبزج كونه أحد الأندية المتخصصة في بيع اللاعبين، فالحال هنا مختلف قليلًا إذ أن النادي الألماني لا يرى مجالًا للتفاوض حول فيرنر وكانت هناك تصريحات رسمية لمسؤوليه أن من يريد ضم فيرنر فسيكون مضطرًا لدفع قيمة الشرط الجزائي لفسخ عقده والبالغ 60 مليون يورو، لكن الحديث السابق يتعلق بأن لايبزج لم يضع شرطًا ماليًا مستحيلًا على الأندية الراغبة في ضم اللاعب، على الأقل في الأوقات الطبيعية.

لكن يبدو وأنه رغم أننا أبعد ما نكون عن الأوقات الطبيعية إلا أن ناديًا آخر ربما ستكون معاناته أقل مع هذه الأزمة وهو تشيلسي الذي ظل بعيدًا عن الصرف على ضم اللاعبين في آخر عام وظهر كمنافس قوي على إمكانية ضم فيرنر ليصبح في الوقت الحالي الأقرب لانتداب مهاجم شتوتجارت السابق.

البلوز يعانون منذ فترة للعثور على ضالتهم المنشودة بمهاجم يستمر طويلًا في قيادة هجوم الفريق منذ رحيل ديدييه دروجبا. حاولوا مع صامويل إيتو وكذلك مع دييجو كوستا الذي أبلى بلاءً حسنًا لفترة قبل زيادة مشاكله ثم عادوا لدروجبا نفسه لكن بنسخته المسنّة قبل الانتقال إلى مهاجمين أقل جودة إلى حدٍ ما كأوليفييه جيرو وميشي باتشواي إلى أن منحهم تامي أبراهام نفسًا جديدًا .. لكن ظلت هناك أصوات تشعر وأنه .. ببساطة هناك شيء ناقص.

فيرنر يجيد اللعب في مساحات كبيرة وهو في ذلك قد يخدم تشيلسي في المباريات خارج الأرض والتي عادة لا يخوضها البلوز بنفس التوجه الهجومي الذي ينتهجه على أرضه رغم التغييرات التي أجراها فرانك لامبارد -ومن قبله ماوريتسيو سارّي- على الفريق من حيث اتباع نهج استحواذي أكبر، لكن التحدي الحقيقي في كيفية استغلال فرانك لامبارد لفيرنر في المباريات ضيقة المساحات خاصة وأن فيرنر لا يلعب رأس حربة مع لايبزج وإنما كمهاجم ثانٍ أو جناح أيسر هجومي في طريقة 4/3/3.

لكن هناك جناح آخر قد يساعد تشيلسي بشكل كبير الموسم المقبل وهو المغربي حكيم زياش الذي انضم بالفعل لتشيلسي ويستطيع فرانك لامبارد استغلاله بشكل جيد في أكثر من مركز.

زياش يجيد اللعب كجناح أيمن في طريقة 4/3/3 كما أنه رغم مهاراته الكبيرة قادر على تقديم دور دفاعي جيد في طريقة 4/2/3/1 وهي الطريقتان اللتين اعتاد لامبارد اللعب بهما وهامش التغيير بينهما عادة هو مركز ميسون ماونت المتأرجح بين لاعب ثالث في خط الوسط في مركز 8 أو لاعب وسط هجومي في مركز 10.

لكن ما قد يفكر فيه لامبارد كذلك هو الاستفادة من قدرات زياش في مركز اللاعب الثالث في خط الوسط ليتحول بعدها إلى صانع ألعاب صريح تحت رأس الحربة وهو ما قد يقرّبه أكثر من المرمى ليستفيد الفريق من تسديدات القوية وتمريراته البينية الممتازة.

بشكل عام يُعتقد أن مستقبل تشيلسي مشرق .. الفريق تجاوز محنة "بلا ميركاتو" بفضل قيادة جيدة لفرانك لامبارد لكن أمامه تحديان مهمان كلاهما مرتبط ببعضهما .. الأول هو التأهل لدوري الأبطال من جديد والثاني -وهو ما يترتب على الأول- ضم لاعبين جيدين لرفع الكفاءة في الأماكن التي ثبت وأن الاعتماد فقط على اللاعبين العائدين من الإعارة أو ناشئي النادي ليس كافيًا ليقدم البلوز نسخة أكثر قوة قادرة على العودة لمنصات التتويج.