أحمد التميمي

جائحة كورونا (كوفيد 19)، الفايروس الذي فتك بأبدان البشر، بل دمر اقتصادهم، ولم يكتف بإيقاف منافسات اللعبة الأكثر شعبية في العالم، بل قضى على القيم السوقية للاعبيها، وأضر بقدرة أكبر الأندية على دفع رواتب لاعبيها، وأفسد مخططات وكلاء اللاعبين وكشافي الأندية في التعاقدات لهذا الصيف، وأدخل عالم الكرة في دوامة لا نعلم متى سيخرج منها.

لكن وسط هذه الكارثة، هناك نادٍ واحد -إلى حد ما- قد نجا منها، وهو نادي تشيلسي الإنجليزي، حيث قررت اللجنة التأديبية في الاتحاد الدولي لكرة القدم مطلع العام الماضي، إيقاف فريق تشيلسي عن التعاقدات لفترتي انتقالات متتاليتين بالإضافة إلى توقيع غرامة مالية تقدر بما يقرب من 600 ألف فرانك سويسري بسبب انتهاكات ضم بعض اللاعبين الأقل من 18 عاماً. إضافةً لذلك، فإن انتقال النجم السابق للفريق إدين هازارد إلى ريال مدريد في صفقة بلغت قيمتها 100 مليون يورو، قد شكلت دفعة قوية للوضع المالي للفريق.



وهكذا يكون الفريق ذو القدرة الاقتصادية القوية، قد تمكن من توفير الأموال لسوق الانتقالات الصعبة، حيث أنه يملك الأفضلية المالية على بقية الفرق الكبرى في أوروبا، فمتى ما كان أحد الفرق قادراً على دفع 30 مليون يورو -على سبيل المثال- فإن تشيلسي سيكون بمقدوره أن يزيد هذا المبلغ بما لا يقل عن 10 ملايين ليفوز بالصفقة، فرب ضارة نافعة!

بالإضافة للقدرة المالية للفريق، فكون مشروع تشيلسي ما زال في مرحلة البناء والإعداد، بمدرب شاب مفعم بالأفكار، ولاعبين أغلبهم من الشباب صغار السن، فبالتالي يكون المشروع محبباً لأي لاعب طموح يريد أن يبدأ ببناء مستقبل مشرق له، ويبدأ بصنع المجد مع فريق يعد من كبار أوروبا.

حتى الآن يبدو أن تشيلسي قد حسم صفقة تيمو فيرنر، الذي تصارعت عليه عدة أندية من ضمنهم تشيلسي وليفربول وبايرن ميونيخ ومانشستر يونايتد، لكن منطقياً إذا ما أراد اللاعب أن يلعب لدقائق أكثر وأن يكن جزءاً أساسياً من المشروع، فإن تشيلسي هو الخيار الأمثل، ولا أعتقد أن فيرنر سيكون الصفقة الأخيرة لتشيلسي، فالفريق لن يبقي ولن يذر في سوق الانتقالات.