تلفزيون الشرق


قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن أوكرانيا تحتاج من الحلفاء أسلحة في المقام الأول لمواجهة الغزو الروسي، مشيراً إلى أن فرض عقوبات على موسكو يأتي في المقام الثاني، ونبه أن بلاده تواجه "موجة جديدة من الحرب" إثر تصعيد روسيا هجماتها في الشرق والجنوب، وشدد على أن "بقاءنا أحياء يتوقف على سرعة مساعدة واشنطن لنا".

وأضاف زيلينيسكي، في مقابلة مع مراسل برنامج "60 دقيقة" سكوت بيلي، بعد يومين من زيارته لضاحية بوتشا، بالعاصمة الأوكرانية كييف، "أثق في شعبي وفي جيشي ثقة مطلقة. ولكن، لسوء الحظ، لا أثق في أننا سنحصل على كل ما نحتاج إليه".

وحذر زيلينسكي من أن عدم تقديم المزيد من أجل أوكرانيا الآن، يعني أن روسيا يمكن أن "تقترب أكثر فأكثر من أوروبا".


ولفت الرئيس الأوكراني أن "العقوبات تأتي في المقام التالي. لأننا وجدنا أشياء فيها يسهل على الخبراء الماليين الالتفاف عليها. لقد كانت روسيا تلتف عليها. هذا حقيقي تماماً. والعالم الغربي يعرف هذا"، مشدداً على أنه "لا يجب السماح بذلك. فهذا ليس فيلماً، وإنما حقيقة. توقفوا عن الخوف من الاتحاد الروسي. لقد أظهرنا أننا لسنا خائفين".

وأوضح: "نحتاج الأسلحة في المقام الأول. يجب أن يكونوا (الغرب) جادين للغاية بشأنها. إنهم يفهمون بالقطع ما أتحدث عنه الآن. عليهم أن يزودوا أوكرانيا بالسلاح كما لو كانوا يدافعون عن أنفسهم وعن شعوبهم. إنهم بحاجة إلى أن يتفهموا أنهم إذا لم يسرعوا، فسيكون من الصعب للغاية علينا أن نصمد أمام هذا الضغط".

لكن زيلينسكي تحدث في الوقت نفسه عن "شجاعة جنوده" باعتبار ذلك هو السبب الذي يجعله يعتقد أن "أوكرانيا ستكسب الحرب".

أسلحة ثقيلة

وأشار رئيس مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرمارك، إلى أنه طلب من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أسلحة أثقل، سواء دبابات أو طائرات، على وجه السرعة، منبهاً إلى أنه "إذا حصلنا على هذا الدعم في الوقت المناسب، سنفوز".

من جانبه، ذكر مسؤول في البيت الأبيض لبرنامج "60 دقيقة" إن يرمارك "حصل على موافقة" على طلباته. واستدرك: "ولكن إرسال هذه الأشياء يأخذ وقتاً". كما يحتاج الأوكرانيون أيضاً إلى "الأسلحة روسية الصنع التي يعرفون كيف يستخدمونها بالفعل"، وفقاً للمسؤول الأميركي.

حظر الطيران

وبرغم مناشدات زيلينسكي المتكررة بإنشاء منطقة حظر طيران، إلا أن الولايات المتحدة وحلفائها رفضوا هذا الطلب بحجة أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى "مواجهة عسكرية مباشرة بين قوتين لديهما أسلحة نووية"، في إشارة إلى الولايات المتحدة وروسيا.

وقال زيلينسكي: "إنني أتذكر، وجميعنا يتذكر، الكتب التي قرأناها عن الحرب العالمية الثانية، والشيطان الذي يرتدي بزته العسكرية، أدولف هتلر".

وتساءل "هل تتحمل الدول التي لم تشارك في الحرب قدراً من المسؤولية؟ الدول التي تركت القوات الألمانية تسير عبر أوروبا؟ هل يتحمل العالم مسؤولية الإبادة الجماعية؟"، مجيباً: "نعم، نعم، يتحملها تماماً".

وأضاف أنه "عندما تكون لديك القدرة على إغلاق السماء.. نعم.. هذا مخيف.. أن تبدأ حرباً عالمية. إنه أمر مخيف. أتفهم ذلك". وتابع: "لا أستطيع الضغط على هؤلاء الأشخاص لأن الجميع خائفون من الحرب. لكن.. ما إذا كان العالم مسؤولاً عما يحدث، أعتقد ذلك.. نعم، أعتقد ذلك".

وقال: "قف أمام المرآة كل يوم، وسل نفسك، هل كان بمقدورك أن تفعل شيئاً؟ أو.. هل كنت عاجزاً عن عمل شيء ما؟ ستجد الإجابة على هذا السؤال في المرآة، وعلى سؤال آخر، وهو من أنت؟.. هذا ما أعتقده".

ممارسات وحشية

ونبه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنه لا يستطيع أن يتفهم "الممارسات الوحشية التي أتت بها روسيا أثناء غزوها لأوكرانيا". وفيما يتعلق بما رآه في مدينة بوتشا، قال: "الموت.. لا شيء سوى الموت"، مضيفاً أن الجثث "تُركت في الشوارع كالقمامة".

وتابع: "نحن لا نفهم الروس.. لا يمكنك حقيقة أن تتفهم هذا العالم، وأن هناك أشخاصاً على هذا الكوكب يصدرون هكذا أوامر، وأشخاصاً ينفذونها".

جرائم حرب

وأشار زيلينسكي إلى أن جهاز الأمن الأوكراني اعترض اتصالات الجنود الروس الذين يتحدثون مع آبائهم بشأن "ما سرقوه ومن اختطفوه"، بينما كان الجهاز يجمع الأدلة على جرائم الحرب.

وأوضح أن جهاز الأمن الأوكراني يمتلك تسجيلات صوتية لأسرى الحرب الروس "الذين اعترفوا بقتل الأوكرانيين"، وأنهم كانت لديهم "خرائط بأهداف مدنية لقصفها". وأضاف أن "هناك أيضاً تحقيقات جارية على أساس رفاة القتلى".

وبسؤاله عما إذا كان يجب محاكمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتهمة ارتكاب جرائم حرب، أجاب زيلينسكي: "جميع من اتخذوا قرارات، أو أصدروا أوامر، أو نفذوا أوامر.. جميع من لهم علاقة بهذه الأمور.. أعتقد أنهم حميعاً مذنبون". وشدد على أنه يعتقد أن بوتين "أحد المسؤولين".