صحيفة القبس الكويتية


أكدت المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية جيرالدين غريفيث أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تأخذ كل المخاوف الأمنية لدى شركائها في المنطقة على محمل الجد، وهي على تواصل دائم معهم في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، وتبقيهم على علم بكل المستجدات. لافتة إلى أن الولايات المتحدة تتشارك وجهة النظر نفسها مع السعودية حول «نووي» إيران.. وهدفنا عدم حصول النظام الإيراني على السلاح النووي أبداً.

وفي حوار مع صحيفة القبس الكويتية- تزامناً مع زيارة بايدن إلى السعودية- أشارت غريفيث إلى أن المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة والسعودية أكبر بكثير من أي اختلاف في وجهات النظر.

وعن ارتفاع أسعار الطاقة على خلفية الحرب الروسية على أوكرانيا، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية إن «الرئيس بايدن صرح من قبل أن الولايات المتحدة لا تفرض قرارات معينة على أي دولة، ونحن نحترم سيادة الدول وقراراتها، وبالتالي فإن أي قرار يتم في ملف الطاقة من قِبل دول مجلس التعاون الخليجي سيكون قراراً سيادياً تتخذه كل دولة، بما يتماشى مع مصالحها».


وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أوضحت غريفيث أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن السلام وعن حل الدولتين، ويجب التوقف عن كل الإجراءات أحادية الجانب، وعن العنف، الذي لا يصب في مصلحة أحد، ومن ضمن هذه الإجراءات الأنشطة الاستيطانية وغيرها.

وفي ما يلي تفاصيل الحوار كاملاً:

أعلن الرئيس جو بايدن في مقالته بصحيفة واشنطن بوست أن زيارته إلى الشرق الأوسط تأتي لبدء فصل جديد وواعد للدور الأميركي. ما أبرز عناصر ذلك الفصل الجديد وأهم ملامحه؟

- ما تحدث عنه الرئيس بايدن في مقالته وخلال زيارته للمنطقة هو عن مشاركة أميركية أكثر وأعمق ودور أكبر يخدم مصالح الولايات المتحدة ومصالح حلفائها، بالإضافة إلى أهمية التصدي للتهديدات المشتركة، والتركيز على الازدهار والنمو والتطوير، لما فيه مصلحة شعوب المنطقة ومصلحة الشعب الأميركي وأمنه القومي. هذه الإدارة رأت منذ اليوم الأول لها في البيت الأبيض أنه من الضروري تقوية تحالفاتنا وأن تعود الولايات المتحدة إلى طاولة المجتمع الدولي لنلعب دوراً إيجابياً في العالم. لا يمكن لدولة أن تحقق كل مصالحها وتتغلب على المصاعب وحدها، فالتعاون ضروري ومطلوب، وهذا ما أكدته زيارة الرئيس بايدن ولقاؤه بحلفائنا. الولايات المتحدة شريك موثوق لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولطالما كانت كذلك منذ عقود، وستبقى كذلك.

شراكة إستراتيجية

أكد الرئيس بايدن أنه سيعمل على تعزيز العلاقات مع السعودية، التي وصفها بأنها شريك إستراتيجي. لكن هناك العديد من النقاط الخلافية بين البلدين، أبرزها عدم تلبية واشنطن مطالب دول الخليج في ما يخص المفاوضات النووية مع إيران، وكذلك التهديدات التي تمثلها أذرع إيران في المنطقة. هل سيحدث اختراق في هذين الملفَّين؟

- إدارة الرئيس بايدن تأخذ كل المخاوف الأمنية لدى شركائنا على محمل الجد، وهي على تواصل دائم معهم في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، حيث إننا نبقي حلفاءنا على علم بكل المستجدات. ومن الضروري هنا أن نذكر أن المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة وبين المملكة العربية السعودية أكبر بكثير من أي اختلاف في وجهات النظر، بل إننا نتشارك وجهة النظر نفسها في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، لأننا والسعودية لا نريد أن نرى النظام الإيراني وهو يمتلك أسلحة نووية، وصرح الرئيس بايدن خلال زيارته المنطقة أن الولايات المتحدة لن تسمح للنظام الإيراني بامتلاك سلاح نووي. وبالتالي، نحن على تواصل دائم مع السعودية وكل شركائنا في المنطقة حول هذا الملف، لنبقيهم على اطلاع تام، ونتفهم بشكل كامل المخاوف الأمنية لديهم، ونعمل معهم على التصدي لهذه التهديدات، وعلى تعزيز قدراتهم.

تتزامن زيارة الرئيس بايدن مع ارتفاع أسعار النفط نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا. ما آفاق نجاح التوصل إلى اتفاق مع المملكة ودول الخليج لخفض الأسعار؟ وهل ستضمن الولايات المتحدة في المقابل تلبية مطالب دول المنطقة وتهدئة هواجسها؟

- لا شك أن ملف الحرب الروسية على أوكرانيا تمت مناقشته خلال زيارة الرئيس بايدن للمنطقة، لأن انعكاساته وآثاره السلبية تطول كل دول العالم، ونرى تأثير هذه الحرب واضحاً في دول عدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكن نحن كنا نناقش هذه التأثيرات السلبية مع حلفائنا في كل دول العالم، وفي هذه المنطقة، ونناقش أفضل السبل للتصدي لها، مثل انعدام الأمن الغذائي وملف الطاقة. الرئيس بايدن صرح من قبل أن الولايات المتحدة لا تفرض قرارات معينة على أي دولة، ونحن نحترم سيادة الدول وقراراتها، وبالتالي فإن أي قرار يتم في ملف الطاقة من قِبل دول مجلس التعاون الخليجي سيكون قراراً سيادياً تتخذه كل دولة، بما يتماشى مع مصالحها، وليس من حق أي دولة - سواء الولايات المتحدة أو غيرها - أن تفرض قرارات معينة، ولكن بشكل عام، نحن نعمل مع مصدّري الطاقة لضمان استمرار الإمدادات، خاصة في ظل استخدام الرئيس بوتين لهذا الملف كسلاح ضد العالم.

العلاقات العسكرية

أعلنت الولايات المتحدة نيّتها تقليص وجودها العسكري في الشرق الأوسط، وإعادة انتشار القوات في الخارج. كيف تطمئنون دول الخليج في هذا الصدد وتضمنون عدم شن هجمات عليها من قبل إيران ووكلائها؟

- نقل القوات الأميركية من مكان إلى آخر هو أمر روتيني ومجدول، وليست له دلالات سياسية. إذا أردنا التحدث عن العلاقات العسكرية الوثيقة بين دول المنطقة والولايات المتحدة فسيطول الكلام، لأن هناك تحالفات وشراكات إستراتيجية من الناحية العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، والخليج تحديداً. على سبيل المثال أعلن الأسطول الخامس في البحرية الأميركية بداية يوليو عن برنامج مكافآت جديد يهدف للتصدي لتهريب الأسلحة والمواد الممنوعة في هذه المنطقة، كما أن الأسطول أعلن في مايو عن إطلاق لفريق العمل المشترك 153، وهو فريق عمل متعدّد الجنسيات، ما يساعدنا على العمل بشكل وثيق مع شركائنا من أجل التركيز على البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، بالإضافة إلى إجراء البحرية الأميركية عام 2021 أكبر تمرين بحري لمعدّات مسيّرة ذاتية في العالم، شاركت فيه 10 دول، بأكثر من 80 نظاماً ذاتي التسيير، بهدف تقييمها وتشغيلها في المياه الإقليمية. وأجرينا مناورات ثنائية متعددة مع العديد من القوات البحرية والدول الإقليمية. هذا إضافة إلى المناورات العسكرية والتدريبات المشتركة التي تحصل باستمرار في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وغيرها من دول المنطقة. إذاً هذا كله يدل على أن اهتمام الولايات المتحدة بأمن المنطقة ثابت لا يتزعزع، ونحن نريد أن نرى شرق أوسط مستقراً وآمناً ومزدهراً، وسنعمل مع الشركاء على ضمان ذلك.