ندد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، في تغريدة على حسابه في موقع "تويتر" بالهجوم "المروع" الذي طال الكاتب البريطاني، سلمان رشدي، اليوم الجمعة، في نيويورك.

وأعرب جونسون عن "غضبه لتعرض سلمان رشدي للطعن أثناء ممارسته حقاً علينا ألا نتوقف عن الدفاع عنه"، في إشارة إلى حرية التعبير. وأضاف: "أفكر بعائلته. نأمل جميعاً أن يكون على ما يرام".



وتعرض رشدي، الذي أصدر مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله الخميني فتوى بهدر دمه عام 1989 بسبب روايته "الآيات الشيطانية"، للطعن في العنق اليوم في قاعة كان يستعدّ لإلقاء محاضرة فيها بغرب ولاية نيويورك.

وأعلنت شرطة نيويورك في بيان أن رشدي تعرّض للطعن في العنق في هجوم استهدفه قبيل إلقائه محاضرة، مشيرة إلى توقيف المشتبه به.

وجاء في بيان للشرطة أن "مشتبهاً به هرع إلى المنصة وهاجم رشدي ومحاوره. تعرّض رشدي للطعن في العنق وتم نقله بالمروحية إلى مستشفى في المنطقة".

واعتقل عنصر مكلف ضبط أمن المحاضرة المشتبه به، فيما تعرّض محاور رشدي لإصابة في الرأس.

وأظهرت تسجيلات فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصاً يسرعون لنجدته بعد تعرّضه للاعتداء.

وذاع صيت رشدي البالغ من العمر حالياً 75 عاماً، بعدما أصدر روايته الثانية "أطفال منتصف الليل" في العام 1981 التي حازت تقديرات عالمية وجائزة بوكر الأدبية. وتتناول الرواية مسيرة الهند من الاستعمار البريطاني إلى الاستقلال وما بعده.

لكن روايته "الآيات الشيطانية" التي صدرت في العام 1988 أثارت جدلاً كبيراً، وقد أصدر مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله روح الله الخميني فتوى بهدر دمه.

واضطر رشدي المولود في الهند إلى التواري، بعدما رصدت جائزة مالية لمن يقتله، ولا تزال سارية.

ووضعت الحكومة البريطانية رشدي تحت حماية الشرطة في المملكة المتحدة، وتعرّض مترجموه وناشروه للقتل أو لمحاولات قتل.

وبقي رشدي متوارياً نحو عقد وقد غيّر مقر إقامته مراراً وتعذّر عليه إبلاغ أولاده بمكان إقامته.

ولم يستأنف رشدي ظهوره العلني إلا في أواخر تسعينيات القرن الماضي، بعدما أعلنت إيران أنها لا تؤيد اغتياله.

ورشدي مقيم حالياً في نيويورك. وبقي إطلاق التهديدات والمقاطعة يلاحقان المناسبات الأدبية التي يشارك فيها رشدي، كما أثار منحه لقب فارس في بريطانيا في العام 2007 احتجاجات في إيران وباكستان.

لكن فتوى هدر دمه لم تثنِ رشدي عن الكتابة وعن إعداد مذكراته في رواية بعنوان "جوزيف أنطون" وهو الاسم المستعار الذي اعتمده إبان تواريه، وقد كتبها بصيغة الغائب.