أ ف ب


طالبت أوكرانيا، الأربعاء، بإرسال جنود لحفظ السلام إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا، محذرة من خطر وقوع حادث نووي قد تمتد آثاره خارج حدودها، وذلك غداة تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية دعا إلى إقامة "منطقة أمنية" في المحطة.

وقالت شركة "إنرجوأتوم" الأوكرانية المشغلة للمحطة، الأربعاء، إنها تؤيد نشر قوات لحفظ السلام في المنشأة، ودعت لانسحاب الجنود الروس.

وأعلن رئيس الشركة بيترو كوتين في تصريحات بثها التلفزيون الأوكراني أن "إحدى سبل إقامة منطقة أمنية في (المنشأة) يمكن أن تكون بنشر قوة حفظ سلام هناك وسحب القوات الروسية".


وفي المقابل، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، أن روسيا لم تنشر عتاداً عسكرياً في محطة زابوريجيا، مضيفاً أنه "يثق بالتأكيد" في تقرير الوكالة (الدولية للطاقة الذرية)، لكن موسكو كانت قد طلبت في وقت سابق "توضيحات" بشأنه.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لوكالة "إنترفاكس"، الأربعاء، إن "هناك حاجة للحصول على توضيحات إضافية، لأن التقرير يضمّ عدداً من علامات الإستفهام (...) طلبنا توضيحات من مدير عام الوكالة".

وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الثلاثاء، في تقرير من 52 صفحة، عقب زيارة فريق برئاسة المدير العام رافاييل جروسي للمحطة الأوكرانية، الخميس، أن فريقها "لاحظ وجود عسكريين روس ومركباتهم ومعداتهم في أماكن مختلفة من محطة زابوريجيا النووية".

"حادث نووي"

وحذرت الوكالة الأوكرانية المسؤولة عن الأمن النووي، الأربعاء، من أن وقوع حادث نووي في محطة زابوريجيا، "الأكبر في أوروبا"، والخاضعة لسيطرة روسيا، لا يهدد أوكرانيا وحدها بل الدول المجاورة أيضاً.

وقال رئيس هذه الهيئة بالنيابة أوليج كوريكوف، خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، إنه في حال حدوث أضرار في قلب المفاعل "ستكون هناك عواقب ليس على أوكرانيا وحدها بل وبوضوح، عواقب خارج الحدود".

وأضاف أن هذه المحطة الواقعة في جنوب البلاد والمنفصلة حالياً عن شبكة الكهرباء قد تصبح في وضع يتم فيه تزويد أنظمتها الأمنية بالطاقة الاحتياطية التي تعمل بالديزل.

وتابع: "لكن في زمن الحرب من الصعب جداً إعادة ملء احتياطات الديزل" التي تحتاج إلى 4 خزانات منها يومياً.

وقال المسؤول نفسه: "من المحتمل أن نجد أنفسنا في مواجهة نقص في الديزل ما قد يؤدي إلى وقوع حادث يضر بقلب المفاعل وبالتالي إطلاق مواد مشعة في البيئة".

ويرى خبراء أن فقدان التغذية الكهربائية للمفاعلات قد يؤدي إلى توقف تبريدها وانصهار قلب المفاعل.

وحذرت رئيسة معهد الحماية من الإشعاع والسلامة النووية في فرنسا كارين هيرفيو، الأربعاء، من خطر "سيناريو مشابه لفوكوشيما"، في إشارة إلى الكارثة النووية اليابانية عام 2011.

وقالت هيرفيو لإذاعة "فرانس إنفو": "لسنا محصنين ضد عمليات القصف (في المحطة) التي حتى لو لم تؤثر بشكل مباشر على المفاعلات يمكن أن تؤدي إلى انبعاثات مشعة في البيئة".

تحذير أممي

في السياق ذاته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الثلاثاء، إنه لا يزال يشعر بقلق شديد إزاء الوضع في محطة زابوروجيا ومحيطها، بما في ذلك المعلومات التي تُشير إلى حدوث قصف مؤخراً، فيما انتقدت روسيا تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن المحطة.

وأضاف جوتيريش خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في المحطة: "بكل صراحة، أي ضرر سواء عرضي أو متعمد يلحق بأكبر محطة توليد طاقة نووية في أوروبا، أو أي مرفق نووي آخر في أوكرانيا، يُمكنه أن يؤدي إلى كارثة نووية ليس فقط للمحيط المباشر، بل للمنطقة وخارجها أيضاً".

وشدد جوتيريش على ضرورة اتخاذ جميع التدابير لتجنب هذا السيناريو، والاسترشاد بالمنطق والتعاون، بحسب تعبيره، معتبراً أن أي خطوة يُمكن أن تُهدد سلامة وأمن المحطة "غير مقبولة إطلاقاً".

وتابع: "لا بد من بذل جميع الجهود حتى تعود المحطة إلى كونها بنية تحتية مدنية خالصة. وكخطوة أولى على القوات الأوكرانية والروسية الالتزام بعدم القيام بأنشطة عسكرية صوب المحطة أو انطلاقاً منها، ولا يجوز أبداً استهداف محطة زابوروجيا، ولا ينبغي كذلك أن تكون منصة للعمليات العسكرية".

وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة أن "الخطوة الثانية، تتمثل في التوصل إلى الاتفاق على نزع السلاح من محيط المرفق النووي، وبالتحديد التزام روسيا بسحب القوات والمعدات العسكرية من محيط المحطة، والتزام القوات الأوكرانيا بعدم الدخول إلى المنطقة".