مع دخول الاحتجاجات الشعبية في إيران أسبوعها الثامن، يزداد المشهد عنفاً ودموية، لاسيما مع تصاعد القمع الذي يمارسه النظام ضد الشبان من مختلف الاعمار، والذي بات أكثر شراسة عقب تحذيرات الحرس الثوري للمتظاهرين ودعوتهم بألا يخرجوا إلى الشوارع مجدداً.

محافظة سيستان - بلوشستان التي شهدت يوم الجمعة احتجاجات عارمة قتل فيها ما لا يقل عن 20 شخصاً بينهم أطفال وأصيب العشرات بجروح خطيرة، بعد أن فتح رجال الأمن النار على متظاهرين في مدينة خاش، من أسطح المنازل ومبنى قائمقامية المدينة، خرج المئات أمس في تظاهرات ضخمة في خاش وسط غضب عارم، ووثقت مقاطع فيديو إطلاق نار كثيف من قبل قوات الأمن باتجاه المحتجين الذين ساروا في شوارع خاش ورشق بعضهم الحجارة على مبان حكومية ورموز للنظام، وردد آخرون هتافات مناهضة لخامنئي والحرس الثوري وشعارات تتوعد بالانتقام والثأر.

مع دخول الاحتجاجات الشعبية في إيران أسبوعها الثامن، يزداد المشهد عنفاً ودموية، لاسيما مع تصاعد القمع الذي يمارسه النظام ضد الشبان من مختلف الاعمار، والذي بات أكثر شراسة عقب تحذيرات الحرس الثوري للمتظاهرين ودعوتهم بألا يخرجوا إلى الشوارع مجدداً.



وكشف مقطع مصور شاباً ميتاً مغطى بالدماء، قيل انه أصيب بطلقات نارية بينما يصرخ شخص آخر بحزن «الله أكبر!».

وأظهر مقطع آخر منطقة تجارية بأكملها في المدينة تشتعل فيها النيران قال المتظاهرون ان قوات الأمن هي من أضرمتها، في حين حذرت مستشفيات من وجود نقص في كميات الدم اللازمة لعلاج الجرحى.

في المقابل، نشرت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية في البلاد صوراً على تويتر تظهر سيارات متفحمة ومباني مدمرة، مع تعليق يلقي باللوم على من أسمتهم بـ «مثيري الشغب» في التسبب بتلك الأضرار.

وفي زاهدان نظمت تظاهرات واسعة النطاق أيضاً. وقد ازدادات الاحتجاجات في المدينة حدة في أعقاب حادثة اغتصاب فتاة من أقلية البلوش السنية على يد قائد الشرطة ومقتل رجل دين بارز برصاص مسلحين ملثمين.

وبعد الجريمة البشعة التي ارتكبت في خاش، أعلنت منظمة العفو الدولية في بيان أن القوات العسكرية والأمنية التابعة للحكومة الإيرانية متهمة بإطلاق الرصاص الحي على المصلين من فوق أسطح المقار الرسمية والأبنية السكنية، وان هناك مخاوف من مقتل عدة أشخاص بينهم أطفال، معربة عن بالغ قلقها إزاء المزيد من إراقة الدماء في خضم انقطاع الإنترنت والتقارير التي تفيد بإرسال المزيد من قوات الأمن من زاهدان إلى خاش. وقالت إنه يتعين على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن تثير على الفور مخاوفها مع سفراء إيران وأن تدعم إنشاء آلية تحقيق مستقلة.

استفتاء وقلق

وكان زعماء بلوش قد طالبوا بإجراء استفتاء حول النظام الإيراني بإشراف مؤسسات دولية. وقال الزعيم الديني للبلوش في إيران مولوي عبد الحميد إنه لا يمكن إسكات المتظاهرين بالقتل والسجن والضرب. كما أن الشعب الذي يتظاهر منذ 50 يوماً في الشوارع لن يستطيع النظام إرغامه على التراجع».

في حين انتقد خطيب الجمعة لأهل السنة عبد الحميد إسماعيل زهي عمليات الإعدام والاعترافات القسرية التي يتم انتزاعها من المعتقلين. وصف أحداث خاش بالجريمة الدموية قائلاً: «هل يكون الرد على ترديد الشعار ورشق الحجارة بالرصاص؟!».

إضراب ومطالب

من جهتهم، واصل طلاب في جامعات طهران ويزد وبهشتي وعلامة طباطبائي إضراباً عن حضور الفصول الدراسية وأكدوا أنهم مستمرون بمقاطعة المحاضرات والاعتصام داخل الكليات حتى إطلاق سراح زملائهم المعتقلين وإخراج كل القوات الأمنية والمتخفين بالزي المدني من الجامعات.

كما يطالب الطلاب بمنع تدخل الأجهزة الأمنية في وضع الطلاب الموقوفين على قائمة غير المرغوب فيهم، وإقالة المتورطين في الأحداث الأخيرة بمن فيهم مسؤولو الجامعة والأمن الجامعي، والاعتذار الرسمي من جميع الطلاب بسبب الأحداث الأخيرة، وإنهاء القوانين الرجعية المهيمنة مثل الفصل بين الطلاب والطالبات والتدخل في ملابسهم.

جوادية طهران

وفي العاصمة طهران نزل المحتجون والشباب في منطقة الجوادية إلى الشارع واشتبكوا مع قوات الامن والباسيج، بينما كانوا يرددون شعار «هذا العام هو عام الإطاحة بخامنئي»، مشعلين النار في صناديق القمامة. كما انطلقت تظاهرات كبيرة في مدينة سنندج.

سيحاسبكم الشعب

في ذات السياق، طالبت والدة ستار بهشتي أحد ضحايا النظام الإيراني من الباسيج والحرس الثوري والجيش إلقاء أسلحتهم والانضمام إلى الشعب. مردفة: «لن يبقى النظام، وعندها سيحاسبكم الشعب».

إلى ذلك، أكدت واشنطن أنها ستفرض مزيدا من العقوبات على طهران. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: «نحاول فرض مزيد من العقوبات على السلطات الإيرانية، سنساعد الإيرانيين على إسماع أصواتهم للعالم».

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد قالت بمناسبة الذكرى الـ43 لاحتلال السفارة الأميركية في طهران، واحتجاز موظفيها كرهائن، إن ايران لديها تاريخ طويل في سجن المواطنين الأميركيين ظلماً.

انهيار التومان يُخرج البازار

بالتزامن مع استمرار الاحتجاجات، تخطى الدولار حاجز الـ36 ألف تومان لأول مرة في تاريخ الاقتصاد الإيراني.

واستمر الاتجاه التصاعدي لسعر الدولار في الأيام الأخيرة، وارتفع سعره بأكثر من 3000 تومان في آخر أسبوعين.

وعلقت صحف إيرانية على هذه الأزمة غير المسبوقة في تاريخ الاقتصاد الإيراني. وعنونت «اترك» بـ«طفرة الدولار إلى 37 ألف تومان»، فيما عنونت «اقتصاد بويا» بـ«دمار الاقتصاد» في إشارة إلى الآثار السلبية والمدمرة لأزمة العملات الصعبة على الاقتصاد الإيراني المتأزم أساساً.

وجراء هذا الانهيار الحاد في قيمة العملة الإيرانية شهدت عدة أسواق كبرى وبازارات من بينها بازار تجريش وسوق كرج وبازار سقز ومريوان اضرابات احتجاجاً، وخرج التجار ومرتادي هذه الاسواق في تظاهرات كبيرة