تمكن رجال الإنقاذ في تركيا من انتشال سيدة (68 عاما) من تحت أنقاض منزلها الذي انهار بفعل الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، الإثنين.

وقضت أريفي كوتش أكثر من 80 ساعة تحت الأنقاض، في وقت تتلاشى فيه آمال العثور على ناجين وسط طقس صقيعي ومرور ثلاثة أيام على الزلزال، الذي أودى بحياة أكثر من 17.5 ألف شخص في تركيا وسوريا.



وانهار منزل كوتش المكون من خمسة طوابق بمنطقة البستان في ولاية كهرمان ماراش، جنوب شرقي تركيا. ووفق وسائل الإعلام المحلية، دمرت تلك المنطقة بالكامل لقربها من مركز الزلزال، الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر.



وخرجت السيدة العجوز من تحت أنقاض منزلها، محمولة على أكتاف رجال الإنقاذ، الذين لم يستطيعوا حبس دموعهم وفرحتهم من العثور على أحياء بعد تلك المدة.

وفيما تم نقل "أريفي كوتش" إلى المستشفى بواسطة سيارة إسعاف، يستكمل رجال الإنقاذ العمل بحثاً عن أحفادها الذين قيل إنهما تحت حطام المبنى نفسه، وكلهم أمل أن يخرجوا أحياء مثل جدتهم.

ودمر الزلزال الذي ضرب سوريا الإثنين ومركزه في تركيا مئات المباني في البلدين، وأسفر في حصيلة غير نهائية عن مقتل أكثر من 17.500 شخص، بينهم نحو 3200 شخص في سوريا، وذلك حتى مساء الخميس.



ولا تزال عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض مستمرة في تركيا وسوريا، وإن كانت فرص نجاتهم تتضاءل شيئاً فشيئاً مع مرور الوقت.

وكان مؤسس جمعية البحث والإنقاذ التركية، نصوح محروكي، قد أكد، الخميس أن عمليات البحث والإنقاذ لإخراج العالقين تحت الأنقاض مستمرة حتى السبت المقبل، لحين الانتهاء من إخراج جميع العالقين، مشيرًا إلى أن عامل الوقت هو أهم عامل في هذه المرحلة، مناشدًا الجميع بالسرعة في إنقاذ العالقين.

ولفت إلى أن زيادة عدد فرق البحث والإنقاذ له تأثير مهم على عدد الأشخاص الذين يتم إنقاذهم، موضحا أنه "كلما زاد عدد الفرق، زادت فرصة إنقاذ المزيد من الأشخاص؛ لذلك فأهم عامل هو العمل بسرعة وفاعلية؛ إذ إنه حينما تعمل فرق متعددة معًا، يمكنهم إزالة المزيد من الحطام، والدخول إلى منازل أكثر.



وردا على سؤال حول الوقت الذي يستطيع خلاله الشخص البقاء حيا تحت الأنقاض، أوضح محروكي أن العوامل الشخصية مثل المقاومة الشخصية، والتصميم على البقاء، والتمتع بروح المحارب، والقتال من أجل الحياة، والتحفيز، والمعنويات العالية، والمرونة الجسدية والنفسية، كلها عوامل تساعد العالقين على البقاء لمدة أطول على قيد الحياة.

وأضاف أن العوامل الجوية الباردة تساعد العالق تحت الأنقاض على البقاء لفترة أطول؛ إذ تعمل البرودة على تجميع الأكسجين الموجود في الدم ونقله إلى المخ.



وشدد محروكي على أنه طالما كان هناك صوت يصدر من تحت الأنقاض، وطالما علمنا أن الأشخاص في الطابق السفلي أحياء؛ فسوف نواصل عمليات البحث والإنقاذ، مشيرًا إلى أنهم يعيشون في سباق مع الزمن.

وأشار مؤسس جمعية البحث والإنقاذ التركية إلى أن الكلاب لها دور كبير لا يستهان به في عمليات البحث والإنقاذ، إذ تميز الكلاب الأشخاص المتوفين عن الأحياء.