كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" كواليس الزيارة المفاجئة التي أجراها الرئيس الأميركي جو بايدن، الاثنين إلى العاصمة الأوكرانية كييف، للتعبير عن "عزم إدارته" في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا المستمر منذ عام.

وقالت الصحيفة الأميركية في تقرير، الاثنين، إن بايدن وصل إلى كييف بعد رحلة استغرقت ساعات بالقطار من حدود بولندا.

ولفتت إلى أن الزيارة أجريت سراً بسبب مخاوف أمنية، إذ غادر بايدن واشنطن دون إعلان مسبق، بعد أن تناول العشاء مع زوجته بالخارج في مشهد نادر الحدوث، في مطعم ليل السبت.



وكان من المقرر بالفعل وصول بايدن بشكل معلن إلى وارسو صباح، الثلاثاء، في زيارة تستغرق يومين، ونفى المسؤولون بشكل متكرر وجود أي خطط أخرى يمكنهم الإعلان عنها بشأن رحلة إلى أوكرانيا أثناء تواجده هناك.

وأصدر البيت الأبيض ليل الأحد جدولاً عاماً ليوم الاثنين، يبين أن الرئيس لا يزال في واشنطن ويغادر في المساء إلى وارسو، بينما كان هو في الواقع في النصف الآخر للعالم.

الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والسيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا في قصر الرئاسة في كييف- 20 فبراير 2023 - via REUTERS

الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والسيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا في قصر الرئاسة في كييف- 20 فبراير 2023 - via REUTERS

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس بايدن جعل الدعم الأميركي لأوكرانيا محور نقاشه من أجل تنشيط التحالف في أوروبا، وأبلغ المستشارين أنه يريد إحياء الذكرى السنوية الأولى للغزو كوسيلة لطمأنة الحلفاء بأن إدارته لا تزال ملتزمة.

ولفتت الصحيفة إلى أن زيارة بايدن المفاجئة جاءت عشية خطاب مقرر لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، يتوقع أن يتحدث فيه عن جهود بلاده الحربية، وسط مؤشرات على أن هجوم الربيع في أوكرانيا قد بدأ بالفعل.

وكان من المقرر أن يلتقي بايدن مع نظيره البولندي أندريه دودا صباح الثلاثاء، ويلقي خطاباً من قلعة وارسو في وقت لاحق ظهر ذلك اليوم، ما يؤدي إلى إنشاء صورة منقسمة للشاشة يظهر فيها بايدن وبوتين يتحدثان عن أوكرانيا في نفس اليوم. ولم يتضح ما إذا كان جدول أعماله سيتغير بعد الزيارة إلى كييف.

رحلات سرية

ووفقاً للصحيفة تذكر زيارة بايدن إلى كييف بالرحلات السرية التي كان يقوم بها الرئيسان السابقان جورج دبليو بوش وباراك أوباما إلى العراق وأفغانستان في ذروة الحروب في هذين البلدين.

في عام 2003 قام بوش بزيارة في عيد الشكر للقوات في العراق، كانت سرية للغاية لدرجة أن حتى عناصر من جهاز الخدمة السرية التابع له اعتقدوا أنه لا يزال في مزرعته في كروفورد، بولاية تكساس.

وفي عام 2010 قام أوباما برحلة مماثلة إلى كابول في أفغانستان، وغادر كامب ديفيد لتجنب الكشف.

ونوهت "نيويورك تايمز" إلى أن رحلة بايدن إلى أوكرانيا، وهي منطقة حرب نشطة ولكن دون وجود القوات الأميركية التي كانت في الميدان في العراق وأفغانستان للمساعدة في حماية رئيس زائر، كانت صعبة بشكل خاص.

ففي العام الماضي، اختار المسؤولون الأميركيون الذين سافروا إلى كييف عدم السفر مباشرة إلى هناك بسبب المخاطر الناجمة عن القذائف.

وبدلاً من ذلك، استقل كبار المسؤولين الأميركيين قطاراً ليلياً من بولندا، يمكن أن يستغرق أكثر من 7 ساعات ولكنه يعتبر أكثر أماناً، وقضوا عدة ساعات على الأرض في كييف، ثم غادروا بالقطار مرة أخرى دون المكوث حتى صباح اليوم التالي، كما فعل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في سبتمبر، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان في نوفمبر.

وتأتي زيارة بايدن بعد أن قام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بزيارة رفيعة المستوى لواشنطن قبل يوم عيد الميلاد العام الماضي، وهي أول رحلة له خارج أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي، ناشد خلالها القادة الغربيين تقديم المزيد من الدعم.

ووصف مسؤولون أميركيون رحلة بايدن إلى بولندا بأنها استمرار لجهوده لتعزيز تحالف الحلفاء الذي يدعم شعب أوكرانيا.

كما يرفض مسؤولو الإدارة فكرة سحب الدعم لأوكرانيا، قائلين إنه لا يوجد سوى عدد قليل من المشرعين الجمهوريين الذين طرحوا هذه الفكرة.