يحاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحلفاؤه في الكونغرس تجريد ملايين الفلسطينيين من وضع "لاجيء" بالمنطقة، وسحب قضيتهم من مائدة المفاوضات بين الفلسطينيين وكيان الاحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي يحاول فيه جاريد كوشنر (صهر ترامب) بهدوء، القضاء على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

ورد ذلك في تقرير حصري نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية، كشف عن رسائل بريدية لكوشنر يدعو فيها لبذل "جهود مخلصة" لعرقلة عمل "أونروا"، وأشارت المجلة إلى أن هناك مشروعي قوانين أمام الكونغرس الآن لمخاطبة قضية "أونروا" واللاجئين الفلسطينيين.

وقالت المجلة إن منتقدي "أونروا" ينظرون إليها باعتبارها جزءا من بنية تحتية دولية حافظت بشكل مصطنع على قضية اللاجئين الفلسطينيين حية، وعلى آمال الفلسطينيين في المنافي بأنهم عائدون يوماً ما إلى منازلهم، وهو احتمال تستبعده إسرائيل تماماً، ويشير المنتقدون لـ "أونروا" بشكل خاص إلى سياستها في منح "وضع لاجيء" ليس لمن هربوا من "فلسطين الانتداب" قبل 70 عاماً، بل لأبنائهم وأحفادهم أيضاً، ولذلك بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين حالياً حوالي خمسة ملايين يعيش ثلثهم تقريبا بمخيمات في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة.


ونسبت إلى المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية بواشنطن إيلاد استروهماير قوله إن حكومته ترغب في إنهاء "أونروا" نظراً لأنها منظمة تعمل سياسيا ضد إسرائيل وتديم قضية اللاجئين الفلسطينيين، مضيفا بأن الفلسطينيين هم الشعب الوحيد في العالم القادر على تمرير "وضع لاجيء" عبر الأجيال.

وعلقت فورين بوليسي بأن محاولة تقليص أو حل "أونروا" من قبل إدارة ترامب يشير إلى إعادة واشنطن تغيير شروط قضية اللاجئين لصالح إسرائيل، مثلما فعلت مع قضية رئيسية أخرى عندما اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعارض هذه الخطة داخل الولايات المتحدة كل من وزارتي الخارجية والدفاع "البنتاغون" ومجتمع الاستخبارات خشية إشعال العنف بالمنطقة.