لندن - كميل البوشوكة

رفضت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إجراء انتخابات عامة مبكرة في البلاد، على إثر دفع رئيس حزب العمال المعارض جيرمي كوربين باتجاه ذلك، فيما تشير تقارير إعلامية إلى أن حكومة المحافظين بصدد وضع خطط طارئة لإنقاذ منصب رئيس الوزراء حال انهيار بريكست.

وكان العمال في مؤتمرهم السنوي المنعقد في مدينة ليفربول طالبوا بإجراء انتخابات جديدة لضمان طرح ورقة خروج متوافق عليها تضمن الحفاظ على مصالح بريطانيا، ومنتقدين في الوقت نفسه، الأداء التفاوضي الذي وصفوه بالسيئ والعبثي لفريق التفاوض التابع للحكومة.



وقالت ماي في تصريحاتها ردا على انتقادات العمال، إنها تعمل ما في وسعها من أجل الحفاظ على مصالح بريطانيا وحقوقها، مؤكدة في الوقت نفسه صعوبة التفاوض مع الأوربيين، إلا أن مصادر مقربة من مكتب رئيسة الوزراء قالت إن الحكومة تدرس ملف إجراء انتخابات جديدة كحل إجرائي في حال تعذرت الموافقة على خطة الخروج المقدمة.

وأطلق زعيم حزب العمال البريطاني المعارض الدعوة الأربعاء، بهدف حشد أعضاء حزبه للتصويت ضد مقترحات رئيسة الوزراء المحافظة، بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ما لم تتوصل ماي إلى "صفقة معقولة" مع الاتحاد الأوروبي.

وقال كوربين أمام الآلاف من المندوبين في ختام المؤتمر السنوي العام لحزب العمال، الذي استمر أربعة أيام، بمدينة ليفربول شمال غربي إنكلترا، موجهاً الخطاب لرئيسة الوزراء "إذا توصلت إلى صفقة تشمل اتحاداً جمركياً دون حدود صعبة في أيرلندا: وإذا وفرت حماية لحقوق الناس في وظائفهم، وأيضا معايير خاصة بالبيئة والمستهلك، عندئذ سندعم هذا الاتفاق المعقول".

وقالت ماي في تصريحات لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي"، قبل توجهها إلى أمريكا للمشاركة في اجتماعات الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، المنعقدة في نيويورك "يجب علي النواب ان يفكروا بالتصويت ضد صفقة توصلت إليها مع الاتحاد الأوروبي أن يتذكروا واجبهم في تحقيق نتيجة استفتاء عام 2016".

ويعتقد زعيم حزب العمال جيرمي كوربين أن الانتخابات العامة ستكون أفضل طريقة لحل الأزمة السياسية التي تطغى على مفاوضات خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، بعد أن رفض زعماء الاتحاد الأوروبي خطة "تشيكرز" لرئيسة الوزراء تيريزا ماي في سالزبورغ الأسبوع الماضي.

ووفقا لصحيفة "ديلي اكسبريس" البريطانية، فإن الضغوط تتزايد على رئيسة الوزراء، سواء في الداخل البريطاني أو في بروكسل، بعد رفض خطة "تشيكرز" الخاصة بها. لذلك، تبقى الحدود الإيرلندية هي القضية الأكبر في نهاية المفاوضات.

من جهته، حذر رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار من أن "الأضرار التي تلحق بالمملكة المتحدة في حال مغادرة الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق ستكون هائلة".

بدورها قالت ماي في وقت سابق "ما أفعله هو العمل على إبرام صفقة جيدة مع الاتحاد الأوروبي من أجل المصلحة الوطنية، ولن يكون من المصلحة الوطنية إجراء انتخابات عامة". وذكرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية أن "مساعدي داونينغ ستريت كانوا واثقين من أنه يمكن إجراء انتخابات مبكرة بعد إلغاء خطة تشيكرز".

وستحاول رئيسة الوزراء طمأنة قادة الأعمال الأربعاء بأن "صناعة الخدمات في بريطانيا ودور لندن كمركز مالي سيبقيان "حسد العالم" بعد مغادرة المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي". وتستمر ماي في التأكيد على أن "لديها خطة من أجل اقتصاد غني بالمعرفة، ومبتكر للغاية، وذو مهارة عالية، وعالي الجودة، ولكن مع تنظيم الضريبة والأنظمة الذكية".