بوخارست - (وكالات): اعترف البرلمان الأوروبي الخميس بخوان غوايدو "رئيساً شرعياً بالوكالة" لفنزويلا فيما يستعد رئيس البرلمان المعارض لعرض خطته لإخراج البلاد من أزمتها الاقتصادية والاجتماعية.

وفي قرار اقترحته كبرى المجموعات السياسية في البرلمان، اعترف النواب الاوروبيون بغوايدو "رئيسا شرعيا بالوكالة لجمهورية فنزويلا البوليفارية"، مؤكدين "دعمهم الكامل لبرنامجه" وداعين كل دول الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ هذه الخطوة عبر تبني "موقف حازم وموحد".

في موازاة ذلك، طالب الاتحاد الاوروبي بلسان وزيرة خارجيته فيديريكا موغيريني التي تترأس الخميس اجتماعاً في بوخارست لوزراء خارجية الاتحاد سيتطرق إلى الأزمة في فنزويلا، بالإفراج عن جميع الصحافيين الموقوفين من دون سبب في فنزويلا.



والخميس، أوقف صحافيان فرنسيان وثلاثة صحافيين يعملون في وكالة "إي إف إي" الاسبانية هم مراسل اسباني ومصور فيديو كولومبي ومصور كولومبي، إضافة إلى سائقهم الفنزويلي. كذلك، تم طرد صحافيين تشيليين اثنين.

وقالت موغيريني "يجب افساح المجال لجميع الصحافيين لممارسة مهنتهم"، فيما طالبت مدريد بدورها ب"الإفراج الفوري" عن فريق وكالة "اي اف اي".

واوقف الصحافيون الأجانب قبيل تظاهرة جديدة دعت اليها المعارضة التي تطالب بتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات عامة حرة.

ورد غوايدو عبر تويتر أن نيكولاس مادورو وأنصاره "لن يستطيعوا منع العالم من معرفة ما يحصل في فنزويلا"، مستبعداً احتمال اندلاع حرب أهلية في بلاده.

وقال في مقابلة نشرتها صحيفة "ال بايس" الاسبانية الخميس إن "خطر اندلاع حرب اهلية غير موجود، بخلاف ما يشيعه البعض. لماذا؟ لأن تسعين في المئة من الشعب يريد تغييراً".

لكن غوايدو حذر من "خطر العنف" من جانب "مادورو ونظامه" اللذين يستخدمان قوات الشرطة الخاصة والقوات "شبه العسكرية".

ويزداد خطر الاضطرابات المدنية في فنزويلا المعروفة أصلاً بالعنف، وخصوصاً السبت المقبل مع دعوة المعسكرين إلى التظاهر.

ومنذ بدء التظاهرات في 21 يناير، قتل نحو أربعين شخصاً وأوقف أكثر من 850 بحسب الأمم المتحدة.

وجدد غوايدو دعوة الجيش الفنزويلي إلى عدم الاعتراف بمادورو رئيسا وقال "أنا واثق بانه في لحظة ما (...) فان الجيش سيعبر عن استيائه وسينتهز هذه الفرصة للوقوف إلى جانب الدستور. ليس فقط لأننا نعرض العفو وضمانات".

وسيعرض رئيس البرلمان "35 عاماً" الخميس خطته لإخراج البلاد من الأزمة التي دفعت ملايين المواطنين إلى الهجرة. وأضاف عبر تويتر "سنعمل على ضمان استقرار الاقتصاد وسنتعامل فوراً مع الوضع الإنساني الملح وسنعيد الخدمات العامة ونتجاوز الفقر. نعلم كيفية تحقيق ذلك".

من جهته، دعا مادورو الصحافيين صباحاً من دون تفاصيل إضافية.

وتشهد فنزويلا التي كانت أغنى بلد في اميركا اللاتينية، أزمة اقتصادية غير مسبوقة ويواجه سكانها نقصاً خطيراً في المواد الغذائية والأدوية إضافة إلى تضخم هائل، ما أدى إلى تراجع شعبية الرئيس الاشتراكي.

وأوضح المحلل كارلوس روميرو لفرانس برس أن "الظروف مواتية لغوايدو مع دعم دولي حاسم تقوده الولايات المتحدة" التي يتهمها مادورو بالتخطيط لانقلاب عليه. واعتبر أن "تفاقم الأزمة الاقتصادية له دوره أيضاً".

وأعلن غوايدو نفسه رئيساً بالوكالة لأن المعارضة لا تعترف بالولاية الرئاسية الثانية لمادورو والتي بدأت في العاشر من يناير معتبرة انها منبثقة من انتخابات مزورة.

وأمهلت ست دول أوروبية هي إسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وهولندا والبرتغال الرئيس مادورو حتى الأحد للدعوة إلى انتخابات عامة تحت طائلة الاعتراف بخصمه. لكنه رفض هذه التهديدات.

في هذا الوقت، يتصاعد الضغط الأمريكي كل يوم عبر عقوبات مالية وتحذيرات متكررة.

وكتب الرئيس دونالد ترامب على تويترإثر تظاهرات الأربعاء "لقد بدأت معركة الحرية"، وجاءه الرد من مادورو الذي قال في تجمع للشباب الفنزويليين "هل تريدون من دمية في يد الاميركيين أن تحكم فنزويلا؟".