العربية.نت


استعادت الشرطة الأرمينية، صباح الثلاثاء، السيطرة على مقري الحكومة والبرلمان في يريفان بعدما اقتحمهما متظاهرون ليلا تعبيرا عن غضبهم من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في إقليم ناغورنو كاراباخ لاعتباره استسلاما.

وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية، تعليق العمليات القتالية على كامل خط المواجهة، واستمرار نشر قوات حفظ السلام الروسية في الإقليم.

وصباح اليوم، طوّق عناصر من شرطة مكافحة الشغب واضعين خوذا على رؤوسهم وحاملين دروعا، مبنى الحكومة. وعادت حركة مرور السيارات إلى طبيعتها في الساحة الواسعة المجاورة لساحة الجمهورية، لكن نحو عشرين متظاهرا غاضبا تجمعوا في المكان وحاولوا، من دون أن يفلحوا، إغلاق شارع أبوفيان بحاويات القمامة ومقاعد عامة.

دعوات للتظاهر

كذلك، أعادت الشرطة السيطرة على الوضع في مبنى البرلمان. وقد أغلق الطريق المؤدي إليه وأخلي المبنى المهيب من المحتجين. ومع ذلك، بقي المتظاهرون يتجولون في حديقته.

وفي أماكن أخرى من العاصمة، بدا الوضع طبيعيا نسبيا. لكن محتجين دعوا إلى تظاهرات جديدة، الثلاثاء، للتنديد باتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه رئيس الوزراء نيكول باشينيان ليل الاثنين.

وجاء هذا الاعتداء بعد توقيع رئيس الوزراء نيكول باشينيان، مساء الاثنين، اتفاقا مع قادة أذربيجان وروسيا بشأن وقف الأعمال القتالية في الإقليم.

كما طالب المتظاهرون رئيس الوزراء بتقديم استقالته، وأطلقوا عبارات استهجان ضده.

قوات روسية لحفظ الأمن

إلى ذلك، انتشرت قوات حفظ السلام الروسية في منطقة كاراباخ في إطار اتفاق وقف إطلاق النار. وستبقى قوات حفظ السلام الروسية هناك لمدة خمس سنوات على الأقل، إذ قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن القوات سيتم نشرها على طول خط المواجهة في ناغورنو كاراباخ وفي ممر بين المنطقة وأرمينيا.

ووقعت أرمينيا وأذربيجان برعاية روسيا، اتفاقا لوقف إطلاق النار في ناغورنو كاراباخ|، يكرّس الانتصارات العسكرية التي حقّقتها قوات باكو في الإقليم الانفصالي بعد ستة أسابيع من المعارك الأكثر دموية خلال 30 عاما.

واندلعت المواجهات أواخر أيلول/سبتمبر بين الجيش الأذربيجاني والانفصاليين للسيطرة على كاراباخ الذي أعلن استقلاله قبل حوالي 30 عاما في خطوة لم تعترف بها الأسرة الدولية ولا حتى أرمينيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها بدأت إرسال 1960 جنديا في طريقهم إلى قاعدة جوية لم تذكر اسمها ليتم نقلهم جوا مع معداتهم وعرباتهم.

ووقّعت أرمينيا وأذربيجان برعاية روسيا، اتّفاقاً لوقف إطلاق النار في ناغورنو كاراباخ يكرّس الانتصارات العسكرية التي حقّقتها قوات باكو في الإقليم الانفصالي بعد ستة أسابيع من المعارك الدامية.

وفي هذا الإطار، قال زعيم إقليم ناغورنو كاراباخ اليوم الثلاثاء، إن وقف إطلاق النار كان حتميا بعد أن وقعت أرمينيا وأذربيجان وروسيا اتفاقا لإنهاء الصراع العسكري على الإقليم.

وقال أرايك هاروتيونيان إن قوات الأرمن خسرت بعض المناطق خلال القتال الذي استمر ستة أسابيع، وإن وحدات عسكرية من أذربيجان اقتربت من ستيبانكيرت في وسط الإقليم.

تركيا تشيد بمكاسب أذربيجان

الى ذلك، أشادت تركيا، الثلاثاء، بـ"المكاسب الكبيرة" التي حققتها أذربيجان ضد أرمينيا في ناغورنو كاراباخ بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار برعاية روسية.

وكتب وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو على تويتر "حققت أذربيجان مكاسب كبيرة على الأرض وعلى طاولة المفاوضات. أهنئها بكل صدق على هذا النجاح".

وفشلت محاولات عديدة سابقة لوقف إطلاق النار برعاية موسكو وباريس وواشنطن التي تتشارك رئاسة مجموعة مينسك المكلفة منذ عام 1994 بإيجاد حل للنزاع.

وتكثّفت الجهود الدبلوماسية في نهاية الأسبوع مع اشتداد المعارك قرب شوشة، التي يسمّيها الأرمن شوشي، وتحدّث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت مع نظيريه التركي رجب طيب أردوغان، والفرنسي إيمانويل ماكرون.

وكان أردوغان الذي تدعم بلاده أذربيجان الناطقة بأحد فروع اللغة التركية، هنّأ باكو بعد إعلانها السيطرة على شوشة، معتبراً هذا الانتصار "مؤشّراً على قرب تحرير باقي أنحاء المناطق المحتلة".

واندلعت المواجهات أواخر أيلول/سبتمبر بين الجيش الأذربيجاني والانفصاليين للسيطرة على كاراباخ، التي أعلنت استقلالها قبل حوالي 30 عاماً في خطوة لم تعترف بها الأسرة الدولية ولا حتى أرمينيا.