أ ف ب


حذرت الولايات المتحدة الأمريكية من "محاولات الصين للتستر على نمو ترسانتها النووية"، في إشارة إلى تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، مفاده أن الصين تبني أكثر من 110 صوامع إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات، فيما شكك تقرير لصحيفة "غلوبال تايمز" الصينية، الجمعة، من دقة هذا التقرير، مؤكداً أنه يحمل "معلومات مغلوطة".

وكانت "واشنطن بوست" ذكرت أن الصين تبني في الصحراء الواقعة شمال مدينة يومين بمقاطعة قانسو شمال غربي البلاد، 119 صومعة لصواريخ باليستية عابرة للقارات، موضحة أن تقريرها يرتكز إلى بحث أجراه خبراء في "مركز جيمس مارتن لدراسات حظر انتشار الأسلحة النووية"، ومقره مونتيري بولاية كاليفورنيا، استناداً إلى صور التقطتها أقمار صناعية تجارية.

وأوضحت الصحيفة أن الصور تُظهر 119 "موقع بناء شبه متطابقة"، موزعة على منطقة تبلغ مساحتها مئات الكيلومترات المربعة، و"تظهر خصائص مشابهة لتلك التي شوهدت في مواقع إطلاق تحتوي على ترسانة الصين من الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية".


واستشهد التقرير بخبير من مركز دراسات حظر انتشار الأسلحة النووية، الباحث جيفري لويس، الذي قال إن الصوامع ربما تكون مخصصة لصواريخ باليستية عابرة للقارات من طراز DF-41، يمكنها حمل رؤوس حربية متعددة، وتصل إلى أهداف بعيدة مثل البر الرئيس للولايات المتحدة.

"صاروخ DF-41 لا يوضع في صومعة"

صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية، التي تقول الولايات المتحدة إنها مرتبطة بالحزب الشيوعي الصيني، ردت على تقرير "واشنط بوست"، بالقول إنه "من غير المعروف إذا كانت مواقع البناء التي ذكرتها (واشنطن بوست) هي بالفعل صوامع للصواريخ الباليستية العابرة للقارات، لكن يجب القول إن (الباحث الأميركي جيفري) لويس هو أحد الهواة، وقد لا يفهم الميزات الأساسية لـDF-41".

وأضافت: "في الواقع DF-41 هو صاروخ باليستي عابر للقارات، يعمل بالوقود الصلب ومتحرك على الطرق، وأحد أكبر مميزاته هو قابليته للتنقل وحيويته، لا جدوى من وضعه داخل صومعة".

وتابعت الصحيفة الصينية: "الصوامع مهمة جداً بالطبع، ويمكنها تخزين صواريخ عابرة للقارات عالية الدفع تعمل بالوقود السائل، وتحمل رؤوساً نووية ذات قدرة أعلى، وهي جزء مهم من الطاقة النووية للقوى العظمى، من المؤكد أن الصين لديها أسباب لبنائها، ومع ذلك، غالباً ما يتم بناء الصوامع الحقيقية في نفس الوقت الذي يتم فيه بناء الصوامع الخادعة"، مشيرة إلى أن "التوزيع الفعلي للصوامع هو سر كبير بالنسبة للقوى النووية".

ولفت تقرير "غلوبال تايمز"، إلى أن "واشنطن بوست" أنتجت التقرير بالتعاون مع مركز أبحاث أميركي، "بهدف الضغط على الصين"، قائلة: "أرادت إجبار الصين على إصدار بيان بشأن خطتها النووية والضغط من خلال الرأي العام على تطوير الصين قدراتها النووية".

وذكر التقرير بأنه "لا ينبغي للصين أن تؤكد أو تنكر" هذا التقرير، بل أن تدع وسائل الإعلام الغربية تتخيله"، معتبراً أن "هذا ما يعنيه الردع النووي، ومن خلال القيام بذلك، ستقضي الصين على أي محاولة أميركية، لقمع بناء قدرتها النووية".

محاولات تستّر

وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء مضمون تقرير "واشنطن بوست"، وقالت إن محاولات الصين للتستر على نمو ترسانتها النووية لم تعد تجدي نفعاً نظراً إلى "التراكم السريع الذي أصبح إخفاؤه أكثر صعوبة".

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، خلال مؤتمر صحافي، إن "هذه المعلومات، إلى جانب تطورات أخرى، تشير إلى أن ترسانة الصين النووية ستنمو بشكل أسرع وإلى مستوى أعلى مما كان متوقعاً".

وأضاف برايس أن "هذا أمر مقلق، إنه يثير تساؤلات حول نوايا الصين الشعبية، وبالنسبة إلينا، فإنه يؤكد أهمية الحفاظ على تدابير ملموسة لتقليل المخاطر النووية".

وتابع: "على الرغم من محاولات الصين للتستر على ذلك، فإن هذا التراكم السريع أصبح إخفاؤه أكثر صعوبة"، معتبراً أن هذه المعلومات "تسلط الضوء على حقيقة أن الصين تبدو وكأنها تبتعد عن استراتيجية نووية قائمة منذ عقود على الحد الأدنى من الردع".

وخلال المؤتمر الصحافي، سُئل برايس عن موقف الإدارة الأميركية من خطاب الرئيس الصيني شي جينبينغ، بمناسبة الاحتفال بمئوية الحزب الشيوعي الصيني، والذي حذر فيه من أن "الشعب الصيني لن يسمح أبداً لأي قوة خارجية بأن تظلمه أو تضطهده أو تستعبده"، وأن "من يجرؤ على ذلك سيتحطم أمام سور فولاذي عظيم بناه 1.4 مليار صيني".

وقال برايس إن إدارة بايدن "أخذت علماً" بهذه التصريحات لكنها "لن تعلق على التفاصيل"، مضيفاً أن "هذه الإدارة كانت منذ أشهر عدة واضحة جداً بشأن انطباعنا عن الحزب الشيوعي الصيني بشكل عام".