العين الإخبارية:

تتصاعد أزمة تنظيم الإخوان يوما بعد الآخر، لتمتد إلى "بنية الجماعة"، وانقسامها لجبهتين بمكتبين؛ الأول في لندن، والثاني في إسطنبول.

وتعيش جماعة الإخوان الإرهابية حالة التدمير الذاتية جراء الحرب المشتعلة والدائرة في قمة "رأس الإخوان" بين معسكري تركيا ويمثله محمود حسين، والأخر في بريطانيا ويمثله إبراهيم منير نائب المرشد والقائم بأعماله.



وجاءت أحدث فصول الأزمة بعد تفاقم التسريبات حول الخلافات بين جبهتي إسطنبول ولندن وما تلاها من انقسامات، إذ قرر إبراهيم منير وقف أي تناول إعلامي يخص وقائع الأزمة الداخلية، حتى تنتهي لجنة التحقيق من تحقيقاتها، وتعلن قرارها بشأن المحالين للتحقيق.

كما قرر منير اعتبار أي دعوة لاجتماع يخص أي مؤسسة في الجماعة يُدعى لها من أي شخص من المحالين للتحقيق، لا يعتد بها وهي والعدم سواء.

في السياق، وبما يعكس أيضا حالة الانقسام الحاد داخل التنظيم، أقر أسامة سليمان المتحدث باسم جبهة إبراهيم منير في حوار مع أحد المواقع التابعة للتنظيم مساء أمس الجمعة، بأن الأزمة التي تشهدها الجماعة مازالت حتى الآن في إطار التباين في وجهات النظر حول كيفية التعامل مع الملفات الداخلية والخارجية للجماعة، بحسب زعمه.

كما أشار إلى أنه لم يعد هناك مخرج من تلك الأزمة سوى الامتثال مجموعة لموقوفين للتحقيق وما يسفر عنه، متابعا: "في حال الإصرار ( من جانب مجموعة حسين) على مواقفهم، فقد أخرجوا أنفسهم من الجماعة".

واعترف سليمان في حواره أن "الأزمة أثرت سلبا وقوة بنية الجماعة بشكل مؤقت، وعلى إنجاز المهام".

لكنه عاد ليؤكد أن الأزمة ستنتهي قريبا، مردفا: "مفتعلو الأزمة عددهم دون الـ 10، لذا فالأمر سهل الاحتواء"، على حد زعمه.

في المقابل، كانت جبهة محمود حسين (مكتب إسطنبول) قد حاولت تأكيد خطواتها ضد إبراهيم منير، وأصدرت بيانا كشفت فيه عن تصدع التنظيم فعليا إلى اثنين، في صراع كان محركه الأول الصراع على المال والمناصب والنفوذ.

وأصدرت جبهة محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة الإرهابية في الساعات الماضية، بيانًا على لسان المتحدث الرسمي لها طلعت فهمي، سعت خلاله إلى إضفاء الشرعية على قرارات مجلس الشورى الأخيرة، بإعفاء إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد من منصبه، إضافة إلى الطعن في جميع قرارات جبهته والتي من بينها إيقاف 6 من قيادات الإخوان في تركيا وأبرزهم محمود حسين.

وقال البيان إن قرار الإطاحة بمنير من منصبه كقائم بأعمال المرشد جاء بناءً على انعقاد مجلس شورى التنظيم العام بكامل أعضائه داخل مصر وخارجها، وليس داخل تركيا فقط، مع امتناع شخصين فقط عن المشاركة.

وفي تعقيبه، قال الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي عمرو عبد المنعم، بالقرارات الأخيرة لمنير، ومن قبلها قرار تعيين أسامة سليمان متحدثا رسميا، ثم ظهور طلعت فهمي أمس عبر موقع إخوان أون لاين في مقطع فيديو كمتحدث للتنظيم، يتم تدشين لأول مرة داخل الجماعة، تنظيمين ومتحدثين رسميي، ومكتبين شورى (في لندن وإسطنبول)، وقطاعات إدارية مختلفة.

وكانت جبهة إبراهيم منير، قد أعلنت في وقت سابق تعيين أسامة سليمان متحدثاً باسم التنظيم، وإقالة طلعت فهمي، في مقابل ظهور الأخير في أكثر من بيان عبر موقع إخوان أون لاين، مدعيا أنه المتحدث الوحيد باسم التنظيم.

عبد المنعم أشار أيضاً إلى أن المشهد حاليا داخل التنظيم يعكس الانقسام والخلاف الواضح في قمة هرم التنظيم بين معسكرين حول من يدير التنظيم وكيفية إدارة الأموال، دون أن يكون هذا الانقسام حول الفكر.

وبجانب الانقسام لجبهتين، نبه الباحث المصري في شؤون حركات الإسلام السياسي، إلى أنه وقبل أيام كان هناك لقاء عبر برنامج "كلوب هاوس" الصوتي، دشنت فيه مجموعة محمد كمال (مجموعة اللجان النوعية بالتنظيم) مكتب سري آخر، وبذلك تتحول جماعة الإخوان إلى جماعات، كل جماعة لها كوادرها.

وفي ظل المشهد الحالي، رسم عبد المنعم 4 سيناريوهات أمام التنظيم خلال الفترة، الأول؛ انشطار الجماعة لأكثر من مكتب وجماعة، والثاني؛ فهو أن يتغلب مكتب على الآخر، وحتى هذه اللحظة لا يوجد ما يدعم هذا السيناريو.

أما السيناريو الثالث؛ فيتمثل في تدخل قوة إقليمية دولية لحسم الأمر سواء تركيا أو بريطانيا في التعامل مع إحدى هذه المكاتب.

ويتمثل السيناريو الرابع والأخير في تسريب رسالة من مرشد التنظيم الغائب محمد بديع من داخل السجن، ترجح كفة أي من المكتبين، وفقا لعبد المنعم.