نشر مسؤولو الاستخبارات الأمريكية معلومات عن الانتحاري الذي قتل 13 جنديا أمريكيا خارج مطار حامد كرزاي الدولي في كابول قبل 4 أشهر.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن منفذ هجوم تنظيم داعش -الذي خلف أيضا 200 قتيل أفغاني- هو عبدالرحمن اللوغاري، طالب سابق بكلية الهندسة، والذي كان واحدًا من عدة آلاف من المسلحين الذين تم إطلاق سراحهم من سجن شديد الحراسة بعد سيطرة طالبان على كابول في 15 أغسطس/آب.



ووفقا للصحيفة الأمريكية، لم يكن اللوغاري معروفا للولايات المتحدة حتى عام 2017.

فقد كان نجل المنفذ تاجرا أفغانيا يزور الهند وباكستان بشكل متكرر من أجل التجارة، وانتقل إلى الهند عام 2017 لدراسة الهندسة في جامعة ماناف راتشنا بالقرب من نيودلهي، حيث تمكن تنظيم داعش خراسان من تجنيده.

وعقب إحباط هجوم انتحاري في نيودلهي عام 2017 اعتقل اللوغاري لضلوعه في تنفيذ الهجوم، وتم تسليمه عقب ذلك إلى وكالة المخابرات المركزية التي كانت موجودة في سجن باروان بالقرب من قاعدة باغرام الجوية.

وبحسب تقارير، فإن طالبان خلال سيطرتها على أفغانستان أطلقت كل السجناء التابعين للحركة أو إرهابيي تنظيم داعش المعارضين لهم وللولايات المتحدة.

لكن بعد 11 يوما من إطلاق سراحه نفذ اللوغاري هجومه الإرهابي في 26 أغسطس/آب، مستخدما سترة ناسفة تزن 25 رطلاً تحت ملابسه.

وقال مسؤولون عسكريون إنه فجر القنبلة أثناء قيام الجنود الأمريكيين بتفتيشه قبل دخوله المطار.

وعقب انسحاب القوات الأمريكية من قاعدة باغرام الجوية، المركز الرئيسي للعمليات العسكرية الأمريكية، اقتحم مقاتلو طالبان القاعدة وفتحوا بوابات السجن.

ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، قتل عناصر طالبان الزعيم السابق لتنظيم داعش في أفغانستان عمر خالد الخراساني، وأفرجت عن أكثر من 12000 آخرين، بما في ذلك ما يقرب من 6000 من طالبان و1800 ينتمون لداعش، وحوالي ثلاثين من مقاتلي القاعدة.

وخلال الأشهر التي أعقبت الهجوم، قال محللو المخابرات الأمريكية ومسؤولون إنهم سعوا لجمع المزيد من المعلومات عن خلية داعش-خراسان التي نفذت الهجوم، وما إذا كانت تخطط لشن أي هجمات مستقبلية ضد الغرب.

طالبان توضح

من ناحية أخرى، نفى مسؤول في حركة طالبان الأفغانية، في وقت سابق اليوم الأحد، ما تردد عن أن منفذ الهجوم الانتحاري الذي استهدف مطار كابول، تم إطلاق سراحه من السجن قبيل الهجوم.

وقال بلال كريمي، نائب المتحدث باسم حركة طالبان، في تغريدة عبر تويتر إن "الادعاء بأن الانتحاري الذي تعرض للهجوم في المطار، تم إطلاق سراحه من سجن باغرام غير صحيح.. لا يوجد دليل يدعم هذا الادعاء".

وتأسست داعش خراسان قبل ست سنوات من قبل منشقين عن حركة طالبان باكستان، وانخفضت أعداد عناصر التنظيم إلى ما بين 1500 إلى 2000 إرهابي العام الماضي، أي حوالي نصف عناصرها في عند ظهورها عام 2016 نتيجة الغارات الجوية الأمريكية وغارات الكوماندوز الأفغانية، التي أدت إلى مقتل العديد من قادتها.

وخلص تقرير للأمم المتحدة في يونيو/حزيران إلى أنه حتى قبل تفجير بوابة آبي في مطار كابول، كثف تنظيم داعش خراسان من وتيرة هجماته بشكل كبير عام 2021.

ويرى الجنرال كينيث ماكنزي جونيور، قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، أن سحب المعدات العسكرية والاستخبارية الأمريكية من أفغانستان جعل تعقب الجماعات الإرهابية أكثر صعوبة ولكنه "ليس مستحيلاً".