باشرت روسيا خفض وجودها الدبلوماسي في أوكرانيا، السبت، مؤكدة أنها تخشى "استفزازات" من جانب السلطات الأوكرانية أو "بلد آخر"، وسط تحذيرات غربية متصاعدة من غزو روسي محتمل لجارتها، فيما طالبت واشنطن موظفي سفارتها غير الأساسيين في كييف بالمغادرة.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في بيان: "خوفاً من استفزازات محتملة من نظام كييف أو دول أخرى، قررنا بالفعل ترشيد الطواقم في بعثات روسية في أوكرانيا".

ونقلت وكالة "سبوتنيك"، السبت، عن مصدر روسي قوله: "بدأ الدبلوماسيون الروس وموظفو القنصلية في أوكرانيا المغادرة إلى روسيا"، مضيفاً: "على خلفية الإخلاء الذي أعلنته رسمياً دول غربية عدة، فإن هذا يشير إلى أن موسكو قررت السير على المنوال نفسه".



كما نقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية عن مصدر مطلع قوله إن "موظفي البعثة الدبلوماسية الروسية بدؤوا مغادرة أوكرانيا".

وتصاعدت التوترات منذ أسابيع بسبب التعزيزات العسكرية الروسية وزيادة النشاط العسكري الذي أجج مخاوف من أن روسيا قد تهاجم أوكرانيا. وتنفي روسيا أي خطط من هذا القبيل.

ونصحت عدة دول، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا والنرويج ولاتفيا وإسرائيل، مواطنيها في أوكرانيا بالمغادرة على الفور، وحذرت من "خطورة الأوضاع".

إخلاء السفارة الأميركية

وقالت السفارة الأميركية بكييف في بيان، إنه "على الرغم من خفض عدد الموظفين الدبلوماسيين، سيواصل الفريق الدبلوماسي الأساسي وزملاؤنا الأوكرانيون ووزارة الخارجية والموظفون الأميركيون في أنحاء العالم الجهود الدبلوماسية، وجهود المساعدة الدؤوبة لدعم أمن وديمقراطية ورخاء أوكرانيا".

وفي وقت سابق، السبت، ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن "وزارة الخارجية الأميركية تخطط، للطلب من الموظفين الأميركيين في سفارة كييف بالمغادرة بسبب الخوف من غزو روسي محتمل".

وذكرت أن عدداً قليلاً من الدبلوماسيين سيبقون في كييف، لكن الغالبية العظمى من نحو 200 أميركي في السفارة سيتم إرسالهم أو نقلهم إلى أقصى غرب أوكرانيا، بالقرب من الحدود البولندية، حتى تتمكن الولايات المتحدة من الاحتفاظ بوجود دبلوماسي في البلاد.

وكانت الخارجية الأميركية دعت في وقت سابق عائلات موظفي السفارة الأميركية في كييف للمغادرة، ولكنها تركت الأمر لتقدير الأفراد غير الضروريين إذا كانوا يريدون المغادرة.

وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جاك سوليفان، الجمعة، إن روسيا ستشن هجوماً على كييف في أي يوم من الآن، وستكون البداية على الأرجح بهجوم جوي.

وأضاف أن الحلفاء في أوروبا أبدوا وحدة موقف "لافتة" في مواجهة روسيا، محذراً موسكو من أن نفوذها سيتراجع إذا قررت غزو أوكرانيا.

وأوضح: "مهما حدث فإن الغرب موحد أكثر من أي وقت مضى في السنوات الأخيرة، وقد تعزز حلف شمال الأطلسي (الناتو)".

بعد نحو ساعة على ما ذكرته شبكة PBS التلفزيونية الأميركية، نقلاً عن مسؤوليين أميركيين وغربيين لم تسمّهم، بأن بوتين اتخذ قرار الغزو، قال سوليفان: "لا نقول إن بوتين اتخذ قراراً نهائياً بشأن غزو أوكرانيا"، ولكنه أشار إلى أن "العمل العسكري المحتمل قد يبدأ خلال دورة الألعاب الأولمبية، على الرغم من التكهنات التي اعتبرت أنه قد يحدث بعد ذلك".

"مناورات روسية بحرية"

وتزامن ذلك مع إعلان مقر أسطول البحر الأسود الروسي، السبت، انطلاق أكثر من 30 سفينة حربية من سيفاستوبول ونوفوروسيسك للمشاركة في مناورات واسعة في البحر الأسود، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.

ولفت المقر في بيان صحافي إلى أن هدف المناورات "التدريب على الدفاع عن شبه جزيرة القرم، وقواعد القوات التابعة لأسطول البحر الأسود، والاتصالات البحرية، ومناطق النشاط الاقتصادي البحري من التهديدات العسكرية المحتملة".

روسيا: معلومات كاذبة

وفشلت محادثات كثيفة خلال الأيام الأخيرة في إحراز تقدم نحو إيجاد حل للأزمة التي يصفها الغربيون بأنها الأخطر منذ نهاية الحرب الباردة قبل 3 عقود. واعتبرت روسيا أن الناتو يصعّد الموقف بشأن أوكرانيا لتعزيز وجوده بالقرب من الحدود الروسية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية، في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، إن الدول الغربية بمساعدة وسائل الإعلام تنشر معلومات كاذبة تشير إلى أن موسكو ربما تخطط لغزو أوكرانيا.

وأضافت الوزارة في بيان، على موقعها عبر الإنترنت، أن "الدول الغربية تحاول تشتيت الانتباه عن أعمالها العدوانية".

وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، خلال لقاء بنظيره البريطاني بين والاس في موسكو الجمعة، إن روسيا ليست ملامة على تصعيد التوتر في أوروبا، داعياً الغرب إلى وقف إمدادات الأسلحة لأوكرانيا.

وأعلن بوتين أكثر من مرة عدم وجود نية لغزو أوكرانيا، أحدثها خلال لقائه نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 7 فبراير في موسكو، حين أكد "أن بلاده ليست بصدد التصعيد".