وكالات

أكد وزراء مالية دول مجموعة السبع، الاثنين، استعداد بلادهم لفرض عقوبات اقتصادية ومالية ذات "عواقب هائلة وفورية على الاقتصاد الروسي، في حين طالبت ألمانيا موسكو بتقديم "إشارات فورية" على وقف التصعيد في الأزمة الأوكرانية.



وأعلن وزراء مالية الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وكندا وألمانيا وإيطاليا واليابان في بيان أن "أولويتنا الآنية هي دعم الجهود الرامية إلى نزع فتيل الأزمة"، ولكن مجموعة الدول الكبرى السبع التي تترأسها ألمانيا هذه السنة توعدت بأن "أي عدوان عسكري روسي جديد ضد أوكرانيا سيقابَل برد سريع وفعال".

من جانب، آخر طالب المستشار الألماني أولاف شولتس، الاثنين، روسيا بـ"إشارات فورية لخفض التوتر" قبل توجهه الى كييف ثم الى موسكو في محاولة لتبديد التهديد بغزو روسي لاوكرانيا، في أزمة غير مسبوقة بين روسيا والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة.

وكتب شولتس في تغريدة "ننتظر من موسكو إشارات فورية لخفض التوتر" وحذر بأن "عدوانا عسكريا جديدا سيؤدي إلى عواقب وخيمة لروسيا"، واصفا الوضع بأنه "لا يزال خطيرا جدا جدا".

وفي سياق متصل، طالبت السلطات الأوكرانية رسميا أن تبرر روسيا نشر عشرات آلاف الجنود على الحدود مع أوكرانيا وهو ما رفضت حتى الآن القيام به.

وكانت ألمانيا التي تُتهم بالتساهل كثيرا حيال روسيا، قد شددت من لهجتها أمس، الأحد، إذ قال الرئيس الألماني فرانكفالتر شتاينماير "نحن وسط خطر اندلاع صراع عسكري، حرب في أوروبا الشرقية، وروسيا هي من تتحمل المسؤولية".

وكان السفير الروسي في السويد فيكتور تاتارنتسيف أكد قبل ساعات، في مقابلة مع صحيفة "أفتونبلاديت" السويدية، أن موسكو "لا تكترث" للعقوبات.

وقال مصدر في الحكومة الألمانية إن الوضع بلغ مرحلة "حرجة"، مضيفا "ازداد قلقنا.. نعتقد أن الوضع حرج، خطِر جدا"، وفقا لوكالة فرانس برس.

الفرصة الأخيرة

واعتبر السفير الأوكراني في ألمانيا،أندريه ميلنيك ، في حديث مع شبكة بيلد الألمانية مساء الأحد ان زيارة شولتس إلى موسكو هي "الفرصة الأخيرة على الأرجح".

وأردف "لدينا شعور بأن الحرب تزداد حتميّة" مضيفا "يجب الاستعداد للأسوأ".

وتنفي موسكو التي ضمت شبه جزيرة القرم في عام 2014، أن تكون لديها أي نية عدوانية تجاه أوكرانيا، لكنها تشترط لوقف التصعيد مجموعة من المطالب بينها ضمان عدم انضمام كييف إلى حلف الأطلسي، وهو شرط يرفضه الغربيون.

من جهته حذر شولتس من أن العقوبات الغربية ستكون "فورية" على روسيا إذا اجتاحت أوكرانيا.

وأحد المواضيع التي طرحها الأميركيون على الطاولة رغم التردد الألماني هو مستقبل خط الأنابيب نورد ستريم 2 المثير للجدل الذي أقيم لاستجرار الغاز الروسي إلى أوروبا عبر ألمانيا.

وعلى صعيد آخر توالت الانتقادات لبرلين بسبب رفضها إمداد الأوكرانيين بالأسلحة، إذ طلب رئيس بلدية كييف بطل الملاكمة السابق فيتالي كليتشكو الذي عاش لفترة طويلة في ألمانيا ويبقى فيها شخصية مشهورة، من الشركاء "حسم مسألة إلى أي جانب يقفون: إلى جانب أوكرانيا التي تدافع عن نفسها أو إلى جانب المعتدي".

وبلغ التوتر ذروته في ظل وجود 130 ألف جندي روسي متمركزين على طول الحدود الأوكرانية وينفذون تدريبات عسكرية في كل الاتجاهات، في بيلاروس شمالا والبحر الأسود جنوبا.

بايدن مدعو لزيارة كييف

وفي غضون ذلك، توافق الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلنسكي خلال مكالمة هاتفية الأحد، على مواصلة نهجَي "الدبلوماسية" و"الردع" حيال روسيا.

ودعا زيلنسكي نظيره الأميركي إلى زيارة كييف، لإظهار دعم واشنطن لبلاده في مواجهة خطر غزو روسي.

ونقلت الرئاسة الأوكرانية قول زيلنسكي لبايدن "أنا واثق بأن زيارتكم كييف خلال الأيام المقبلة ستكون إشارة قوية وستسهم في استقرار الوضع".

لكن واشنطن لم تشر أبدا إلى هذه الدعوة في بيانها عن المكالمة الهاتفية بين الرئيسين والتي وعد بايدن خلالها مجددا برد "سريع وحازم" من الولايات المتحدة بالتنسيق مع حلفائها في حال حصول هجوم روسي.

من جهته يعتزم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون زيارة بلدان شمال أوروبا ودول البلطيق هذا الأسبوع لمواصلة جهوده الدبلوماسية.

وطلبت أوكرانيا من جهتها اجتماعا طارئا مع روسيا متهمة إياها بمخالفة قواعد منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عبر عدم مشاركة معلومات حول تنقلات حاشدة لجنود على الحدود الأوكرانية.

وقال وزير الخارجية الأوكراني، ديمترو كوليبا، إن موسكو تجاهلت طلبا من كييف بشأن وثيقة فيينا، وهو نص لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا يدعو الى اعتماد اجراءات شفافية بين القوات المسلحة للدول ال57 الأعضاء في هذه المنظمة.

بوأضاف "ننتقل إلى المرحلة التالية. أوكرانيا تدعو إلى اجتماع مع روسيا وكل الدول الأعضاء (في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا) في غضون 48 ساعة لبحث تعزيزات القوات الروسية على طول حدودنا وفي القرم المحتلة".

وطلبت دول غربية عدة من رعاياها مغادرة أوكرانيا أو بدأت في إخلاء سفاراتها، بينما أعلنت شركة الطيران الهولندية "كاي إل إم" السبت تعليق كل رحلاتها في المجال الجوي الأوكراني حتى إشعار آخر.